24 ساعة-متابعة
تراجعت احتمالات نشوب حرب أو مواجهة عسكرية مباشرة بين الجارتين الجزائر والمغرب كثيرا. بعد أن كادت قبل عامين تلك الحرب أن تشتعل لما قررت الرئاسة الجزائرية خلال عام 2021 قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب. وإغلاقاً “فوريًا” لمجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية. وفق ما أكده الكاتب والمحلل الجيوسياسي الجزائري، أرزقي داود.
وابرز المحلل في مقال له نشره موقع “نورث أفريكا جورنال” أن “قرارات جزائرية تلاها حشد للجيوش وتحريك لمنصات الصواريخ. نحو الحدود المشتركة مع المغرب”.
وأوضح أرزقي في ذات المقال أن المغرب تجاهل قرارات الجزائر الإنفرادية مكتفيا برفع جاهزية جيوشه الدفاعية. منهمكا فى بناء وتطوير اقتصاده وتوسيع دائرته من الإطار المحلي إلى الإقليمي والدولي مستفيدا من بنيات تحتية. طرق سريعة وسكك حديد، وموانئ ضخمة. عكف على تشييدها خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأضاف الكاتب، أنه “مع التطور السريع للإقتصاد المغربي واتساع حركته التجارية من شمال وغرب ووسط أفريقيا إلى دول الساحل. وجدت الجزائر اقتصادها مطوقا بحركة تجارية مغربية قوية تدعمها دبلوماسية. لاتتوقف جعلت من الرباط مَحَجاً لأغلب حكومات المنطقة”.
وتابع، أن “التركيز الجزائري تحول إلى المنافسة الإقتصادية والتجارية مع المغرب. بعد أن أدركت أن الإشتغال على الجبهة العسكرية وتحشيد الجيوش على المناطق الحدودية وإشعال حرب مع المغرب. سيكون مدمرا وحالقا وسيعود بها عشرات السنين إلى الوراء”.
ورغم أن الملامح الاجتماعية والاقتصادية متشابهة بين الشقيقتين الجزائر والمغرب. يضيف الكاتب، إلا أن التنافس بينهما يظل سلبيا نتيجة الشحن السياسي. المدفوع بدعم الجزائر حركة البوليساريو المطالبة بانفصال إقليم الصحراء عن المغرب وتشبث المغرب فى المقابل بوحدته الترابية.
وأمام القوة الإقتصادية المغربية والنفوذ التجاري الذي أخذ شكلا جديدا من أشكال التمدد. يربط القطاع التجاري فى دول الساحل وموريتانيا بالموانئ المغربية العملاقة على المحيط الأطلسي، أطلقت الجزائر مبادرات منافسة للمغرب. آخرها إنشاء مناطق تجارة حرة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتونس.
وحسب رأي بعض المحللين، فإن “هناك تحديات كبيرة، ستمنع الجزائر. من تنفيذ المشاريع التي بشرت بتنفيذها على الحدود مع موريتانيا ودول الساحل. . أبرزها التحدي الأمني وقصر النفس السياسي الذى يحول غالبا وتنفيذ المشاريع الكبرى على المدى البعيد”.
وخلص المصدر ذاته، إلى أن “المنافسة الاقتصادية بين الجزائر والمغرب. تظل مفيدة حيث يتم بدلا من إهدار الموارد على صراعات عقيمة. تحويلها إلى منافسة تركز فى الأساس على مجال التنمية الاقتصادية والازدهار الإقليمي”.