24 ساعة ـ متابعة
أوضح الكاتب والأكاديمي الجزائري نور الدين ثنيو، أن النظام العسكري، وبعد فقدانه لمصداقيته على الصعيد الدولي، وعدم تجاوب العالم مع قضاياه المفتعلة، صار يرنو أكثر إلى من يواسيه ويعزيه، ويقرأ له التأبين ويسعفه في ملماته ومآسيه اليومية، التي لا تعد ولا تحصى.
وتابع في مقال نشره على أعمدة جريدة “القدس العربي”، تحت عنوان “هزيمة الدين والدولة في الجزائر”، أنه أمام هذا الوضع المتأزم للنظام العسكري، بات يلجأ لمسلك تسخير شيوخ الزوايا ورصيدهم المتهالك لصالحه، ولو بزيادة بدع في العبادات لم يعرف لها سند ولا تَدْخل في دائرة المعلوم والمعقول.
وأبرز بأن وجه هزيمة الدولة في الجزائر هو أن نظام الحكم لم يتمكن من بناء مؤسسات مستقرة، مكتفية بنفسها، تقوم بذاتها على ذاتها وليست مطية لمآرب خاصة، ولا لأغراض شخصية على ما يحصل في العقود الأخيرة، حيث آل الوضع برمته إلى دولة العصابة، التي أعقبت مباشرة الهزيمة الأولى للدين في حرب أهلية شَهِدَتها الجزائر مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وكشف أنه في المدّة الأخيرة،”نحضر كلنا لهزيمة ثانية للدين الإسلامي، بعد أن أعيد تأهيل النظم الطرقية وقادة شيوخ الزوايا، وصار لهم نفوذ على صعيد السلطة في وجوهها ومظاهرها كافة”.
وشدد على أن الاستناد إلى النظم الطرقية ومحافلها وزبانيتها، هو الوجه المفلس في “نظام حكم صار يخشى الموت ولا يعرف كيف يلقى الله”، مضيفا أن التعويل على الفتاوى الجاهزة لقادة الطرق وشيوخها، هو الإكسير الذي يريده النظام القائم، من أجل مواصلة استنزاف مشروع وتبديد «حلال» لثروات وخيرات الأمة.