أكد الخبير والمحلل السياسي البيروفي، كريستيان راميريث إسبينوثا، أن المسيرة الخضراء التي يحتفل المغاربة بذكراها الثالثة و الأربعين تمثل الحدث الأبرز والأكثر تأثيرا في تاريخ المنطقة المغاربية خلال القرن العشرين.
واعتبر راميريث إسبينوثا، في مقال نشرته صحيفة “لاراثون” البيروفية، تحت عنوان ” المسيرة الخضراء وعبقرية ملك”، أن المسيرة الخضراء مثلت محطة بارزة وحاسمة في استرجاع المغرب لسيادته.
وحسب الخبير البيروفي في الشؤون المغاربية، فإن المسيرة الخضراء جسدت معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي وهو التلاحم الذي توطدت عراه أكثر في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب، مبرزا أن هذه المسيرة الشعبية ساهمت في خلق تحولات عميقة على مستوى القرارات السياسية بإفريقيا.
وتوقف راميريث إسبينوسا في مقاله عند سلمية المسيرة الخضراء التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، و شارك فيها 350 ألف متطوع كان سلاحهم الوحيد الأعلام الوطنية ومصاحف القرآن الكريم.
و يضيف كاتب المقال أنه انطلاقا من الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بلاهاي، والذي أكدت فيه أن الصحراء لم تكن يوما أرضا خلاء وأن روابط قانونية وأواصر بيعة كانت تجمع بين سلاطين المغرب وبين الصحراء، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني في خطاب موجه للأمة، يوم 16 أكتوبر 1975، عن تنظيم المسيرة الخضراء حيث قال “بقي لنا أن نتوجه إلى أرضنا، الصحراء فتحت لنا أبوابها قانونيا واعترف العالم بأسره بأن الصحراء كانت لنا منذ قديم الزمن (…) لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه”.
كما استعرض المحلل السياسي البيروفي الدلالات الرمزية التي يحملها وصف هذه المسيرة ب “الخضراء”، مسجلا في هذا السياق أن اللون الأخضر يعتبر في المأثور رمزا للدين الإسلامي والسلام، مذكرا بأنه في أعقاب نجاح المسيرة الخضراء أعلنت إسبانيا عن تقديم ضمانات بتسليم كامل الأراضي الصحراوية التي كانت تحتلها لصاحبها الشرعي المغرب.
وفي مقاله، أكد الكاتب الصحافي البيروفي أنه عندما استرجع المغرب أقاليمه الجنوبية قبل 43 سنة لم تكن هذه الأقاليم تتوفر على بنيات تحتية ولا مدارس ومستشفيات ولا طرق و لا مطارات، مبرز أنها باتت اليوم تنعم بالتنمية والازدهار على غرار باقي جهات المملكة، حيث تشهد مسيرة نماء وتقدم تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي هذا السياق، أكد أن مظاهر التنمية طالت مختلف المجالات والقطاعات، مشيرا إلى وجود كليات وجامعات ومعاهد تقنية و مستشفيات، وموانئ ومطارات، ومشاريع صناعية وتجارية، بالاضافة إلى المشاريع الضخمة الرامية إلى إحداث محطات لتحلية مياه البحر، وأخرى لانتاج الطاقة النظيفة من خلال محطات توليد الطاقة الشمسية والريحية.
وخلص الخبير البيروفي إلى أن النموذج الجديد للتنمية في منطقة الصحراء يهدف إلى جعل الأخيرة مركزا محوريا بين المنطقة المغاربية وإفريقيا جنوب الصحراء.