24 ساعة ـ وكالات
تم الإعلان عن تعيين محمد إدريس ديبي، زعيما جديدا لجمهورية تشاد، بعد مقتل والده إدريس ديبي خلال اشتباكات مع المتمردين شمالي البلاد. ويرأس محمد، الآن المجلس العسكري الانتقالي المكون من 15 عضوا وسيكون بيده السلطة لمدة 18 شهراً القادمة. ويتمتع محمد بسمعة حسنة ولا يحبذ الأضواء، بعكس بعض إخوته غير الأشقاء، رغم أنه جندي مخضرم مثل والده. ويبلغ محمد من العمر 37 عاماً، وهو نفس عمر والده عندما تولى السلطة من خلال انقلاب عسكري في عام 1990.
حتى وفاة والده، كان يرأس قوات النخبة في الحرس الرئاسي، ولعب دوراً هاماً في إحكام قبضة إدريس ديبي على السلطة. كما كان محمد أحد أفراد عائلة الرئيس الراحل الذين شغلوا مناصب عليا في الحكومة. وذكرت الأنباء أنه كان على خط الجبهة عندما أصيب والده خلال معركة ضد المتمردين في مقاطعة كانم الغربية. ويُعرف محمد باسم “الجنرال كاكا” أو “كاكا” باللغة التشادية لأنه نشأ على يد جدته.
شغل محمد مناصب عدة في الجيش مما أهله للارتقاء بسرعة ضمن المؤسسة العسكرية. وتلقى في البداية التدريب العسكري في تشاد في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبعدها خضع لدورة مدتها ثلاثة أشهر في مدرسة “ليسيه ميليتير” في فرنسا. وشارك في العمليات العسكرية ضد الجماعات التشادية المتمردة، وساعد في هزيمة بعضها أثناء قتاله مع ابن عمه تيمان إرديمي في المنطقة الشرقية عام 2009. وحصل محمد على رتبة اللواء عام 2010، عندما تولى قيادة الفرقة المدرعة في الحرس الرئاسي.
وفي عام 2013 عين نائباً لقائد القوات التشادية في مالي حيث شارك في المعارك إلى جانب الجيش الفرنسي وتم وقف تقدم الجهاديين نحو العاصمة باماكو. وقال في ذلك الوقت: “ليس من السهل الاستيلاء على ملاذ إرهابي مثل هذا، لكننا ندرك أن هذه مجرد معركة واحدة في الحرب”. وبعدها بعام انضم إلى قوات النخبة في الحرس الرئاسي. إدريس ديبي: ماذا تعرف عن رئيس تشاد الذي حكم بلاده منذ عام 1990؟
ظل إدريس ديبي في السلطة لمدة 30 عاما وتمثل الموجة الأخيرة من عنف المتمردين، التي اندلعت بسبب محاولة والده الاستمرار في الحكم لولاية سادسة اختباراً لمدى شرعية محمد السياسية وقدراته العسكرية.
وتعتزم جبهة التغيير والوفاق في تشاد (فاكت) تكثيف عملياتها العسكرية ضد “النظام الملكي” لمحمد بعد مقتل والده على يد مقاتلي الجبهة. وقد يؤدي الانتصار الظاهر الذي حققته الجبهة بمقتل ديبي إلى تشجيع الجماعات المتمردة الأخرى، التي تم احتواؤها منذ فترة طويلة في المناطق الشمالية البعيدة من تشاد وليبيا المجاورة، لتعاود نشاطها للإطاحة بالحكم في نجامينا وتقويض قيادة محمد الفتية.
وقالت عنه الإذاعة المحلية الحكومية إن “محمد ديبي ليس شخصاً غريباً على التشاديين، فقد بدأ مسيرته المهنية العسكرية في مدرسة “حجة ميا للضباط” في تشاد. وسرعان ما لفت انتباه رؤسائه وعُهدت إليه مسؤوليات كبيرة في سن مبكرة، أولا كمستشار ثم كقائد في الحرس الرئاسي”.
وجاء في موقع “تشاد كونفيرجينس” الخاص في عام 2016: “المراقبون الملمون بالوضع في تشاد، مهتمون بالإجماع باللواء محمد ديبي الذي يوصف بأنه متمرس في الحرب، وكان في مالي لمحاربة أنصار القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
وفي معرض حديثها عن الجنرال محمد ديبي قالت دورية “جون افريك” الفرنسية في إبريل الحالي إنه يرفض وصفه بإبن أبيه وكان مبعوث إدريس ديبي الموثوق في مجال الشؤون الأمنية والعسكرية. “لقد جعله الرئيس على احتكاك مع كبار الشخصيات التشادية والضباط الحلفاء. لقد كانت تلك طريقته في تدريبه على السلطة. لقد فضل دائماً العمل في الظل إذ كان مبعوثاً سرياً للرئيس وهو ليس من محبي الأضواء ” حسب الدورية المتخصصة بالشأن الأفريقي.