محمد ازكرار
بات واضحا أن الخريطة المغربية الكاملة بصحرائها وبحدودها الطبيعية المعروفة تشكل كابوسا للنظام العسكري الحاكم في الجزائر، وقد اتضح ذلك في مناسبات متعددة كان آخرها حادثة قميص نادي نهضة بركان الذي أثار حفيظة العسكر بسبب خريطة المغرب التي طبعت عليه، حيث تم استنفار كل الأجهزة الأمنية والجمركية التي قامت بمصادرة القميص واحتجازه والعبث به على أرضية مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، مع العلم أن الفريق البركاني لعب كل مبارياته الإقصائية مع الفرق الإفريقية المنافسة بنفس القميص دون مشاكل أو حساسيات، كما أن الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF) وافقت على قميص النادي واعتمدته بشكل رسميوبدون أدنى تحفظ.
هذه الواقعة الرياضية الشاذة تشكل سابقة في تاريخ كرة القدم وتكشف عن مجموعة من الحقائق الثابثة التي لا يمكن لعاقل أنيتغافل عنها أو يمر عليها مرور الكرام، وهي:
-أن النظام العسكري في الجزائر مستعد للتضحية بكل شيء في سبيل التشويش على الوحدة الترابية للمغرب ومساندة الطرح الإنفصالي في جميع المجالات وبكل الطرق المتاحة، ذلك أن قطاع الرياضة يجب أن يكون منزها عن كل الأجندات السياسية. فالتدخل السافر للعسكر في مباراة عادية لكرة القدم وإفسادها بتصرفات نعراء سيكلف نادي اتحاد العاصمة خسارة المبارة في انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات الكاف.
-أن النظام الجزائري متورط بشكل مباشر لا لبس فيه في نزاع الصحراء وبأنه طرف رئيسي في هذا النزاع، وإلا فما دخله في قميص يحمل خريطة المغرب مع أنه حق مشروع للنادي ولا يتعارض مطلقا مع مواثيق الكاف وقوانينها التنظيمية.
إقرأ أيضًا
-الحقد الدفين والعداء الأزليالذي يكنه النظام العسكري لكل ما هو مغربي، وخاصة ما يتعلق بثوابث ومقومات الدولة المغربية التي تعتبر الحدود الترابية واحدا منها، حيث لجأ إلى العبث بقميص فريق في كرة القدم وتزوير شعاره، مع ما يمكن أن يترتب عن ذلك من تبعات قانونية، على أن تظهر خريطة المغرب كاملة بصحرائهاعلى صدر اللاعبين.
-الحالة المرضية التي وصل إليها النظام الجزائري بسبب العقلية العسكرية الغبية التي تحكمه والتي لا تملك أي مشروع سوى معاكسة المغرب ومحاولة تقسيم أرضه لتحقيق سراب “القوة الإقليمية الضاربة” التي بشر بها تبون الشعب الجزائري.
-حالة السقوط والإفلاس التي بلغها النظام العسكري الجزائري بعد الهزائم المدوية التي تلقاها إقليميا وقاريا ودوليا مقابل الإنتصارات الساحقة التي حققها المغرب والتي تصب في اتجاه الحسم النهائي لملف الصحراء المغربية.
أزمة قمصان نهضة بركان التي أصابت نظام العسكر الجزائري وأربكت حساباته وجعلته يقع في التناقضات والمخالفات القانونية، يؤكد مرة أخرى أهمية الخريطة وقيمتها كوثيقة قوية وسلاح ناعم وناجع للدفاع عن مغربية الصحراء ومواجهة أعداء الوحدة الترابية في كل مكان. لذلك يجب الإهتمام بشكل جدي بنشر خريطة المغرب كاملة على نطاق واسع ليس في التظاهرات الرياضية فقط بل في كل التظاهرات الإقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية التي تنظم داخل المغرب أو خارجه، حيث ينبغي أن يكون إعتماد الخريطة الوطنية بحدودها الكاملة من طنجة إلى الكويرة أولوية أساسيةللمشاركين المغاربة في هذه التظاهرات وعقيدة وطنية ثابثة لا تقبل التفريط والمساومة، لأن حب الأوطان شعبة من شعب الإيمان.
وقد حقق المغرب تقدما ملموسا على مستوى نشر الخريطة المغربية كاملة عبر العالم، حيث تجسد ذلك بشكل جلي بعد الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر سنة 2020 واعتماد الإدارة الأمريكية لخريطة المغرب كاملة بصحرائها، حيث كان لهذا الإعتراف “التاريخي”من طرف الولايات المتحدة الأمريكية دور كبير في تناسل عدد من الإعترافات، كان أبرزها إعتراف الشركات الأمريكية العملاقة ك “غوغل” وغيرها بأحقية المغرب في صحرائه بعد إزاة الخط الوهمي المتقطع الذي كان يوضع زورا وبهتانا للتشويش على خريطة المغرب والتشكيك في وحدته الترابية، كما أن العديد من الدول ووسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات والهيآت القارية والدولية أصبحت تعتمد خريطة المغرب كاملة، ويجب أن تتواصل الجهود في هذا الإتجاه لنشر خريطة المغرب بحدودها الكاملة والمعروفة بدون خطوط متصلة أو منفصلة، لأن عملية النشر الواسع لهذه الخريطة على الساحة الدولية هو تأكيد لمغربية الصحراء وإقبار نهائي لأطروحة الإنفصال والتقسيم.
