الرباط-قمر خائف الله
تعرضت العديد من القاعات السينمائية الشهيرة في كبريات المدن بالمملكة، بعضها يعتبر مباني تاريخية لكونها تعود إلى عقود عديدة مضت، أو لأنها ترمز إلى أحداث معروفة، إلى الإهمال والنسيان، وفقد جزء كبير من بعضها بسبب عوامل الحث، وسط مطالب بإعادة ترميمها بإعتبارها جزء من تاريخ كل مدينة.
في هذا السياق وجه الفنان محمد الخياري، صرخة استغاثة تحت عنوان “سينمقبرة” الفن السابع، وذلك من أجل انقاذ مجموعة من القاعات السينمائية التاريحية، التي طالها النسيان والإهمال، والموزعة على مدن المملكة المغربية.
وشارك الخياري عبر حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي “إنستغرام” مجموعة من الصور لقاعات سينمائية تاريخية مهجورة، من أجل تسليط الضوء على هذه المعالم التراثية التاريخية، وتدخل الجهات الوصية لإعادة تجديدها والعناية بها، وأرفقها بتعليق جاء فيه “ Salles de Cinemetieres” سين مقبرة الفن السابع، أنقذوا ما استطعتم”.
واختفت في السنوات الأخيرة العديد من القاعات السينمائية التاريخية على غرام، مدينة الرباط التي شهدت إندثار العديد من القاعات الشهيرة، التي وسمت حياة أجيال كثيرة من سكان المدينة، مثل سينما “موريتانيا” الكائنة في أحد أعرق الأحياء التاريخية في الرباط، وقاعتي “الصحراء” و”الحمراء” بحي العكاري الشعبي، كما تحولت القاعة السينمائية “مارينيون” وسط الرباط إلى محلات تجارية، وسينما “كوليزي” إلى مكتبة حديثة، وأما سينما “أكدال” في حي أكدال الحديث، فتحولت إلى عمارة سكنية بعدما اقتنى الصالة، التي لم تعد توفر لمالكها موارد مالية كافية، مستثمرٌ حولها إلى شقق إسمنتية.
هذا الإندثار طال كذلك القاعات السينمائية بالدار البيضاء، حيث تحولت سينما “شهرزاد”، التي كانت في زمن مضى مكانًا يتجمع فيه الشباب من الحركة الوطنية يخططون لمواجهة الاستعمار الفرنسي، إلى فضاء مهجور، بات يسيل لعاب العديد من المستثمرين الذين يطمحون إلى تحويلها إلى محلات تجارية، أو عمارة سكنية.
إلى جانب هذا تحولت قاعة “الشعب” السينمائية بحي المدينة القديمة، بمحاذاة المعرض الدولي للكتاب، إلى عمارة، بينما تحولت سينما ” الزهراء” إلى شركة لحفلات الزفاف، فيما أغلقت قاعات “كواكب” و”المامونية” و”الأوبرا” أبوابها.