محمد الشمسي*
بحسب أبواق الجبهة الانفصالية ممن “جباهيهم” أصلب من الصخر فإن الأقاليم الصحراوية المغربية تم اجتياحها والسيطرة عليها، وتم طرد الجيش المغربي منها، وبحسب الفيسبوك وغيره من جبهات القتال، فإن الحدود المغربية الجنوبية ملتهبة بنيران صواريخ عصابة يعاني زعماؤها من كبيرة “عقوق الوطن” وهي ثاني الكبائر بعد الشرك بالله، لكن بحسب كاميرات فضائيات أجنبية ذات مصداقية تنقل بالبث الحي صوتا وصورة فإن القوات المغربية طهّرت معبر الكركرات من كل رجس، وبات آمنا تعبره قوافل الشاحنات والسيارات بسلم وسلام، بل إن القوات المسلحة الملكية تجاوزت المعبر صوب الحدود مع موريتانيا وفعلت في المكان ما يفعله سائل التعقيم مع الفيروسات…وهم الذين كانوا يتوعدون ويجعجعون ويتعنترون على سائقي شاحنات مدنيين مسالمين عزل، حتى إذا لاح لهم طيف القوات المسلحة الملكية فروا فرار الأرانب البرية، ولم ينتعلوا حتى صنادلهم، بل منهم من فر من خليله وجليسه، ومنهم من سمح حتى في سرواله…
أما الأخت الشقيقة الجزائر ــ وهكذا يقول التاريخ ــ فقد تحولت من بلد “المليون شهيد” إلى بلد “المليون كذاب”، الجزائر التي طوت ملف البحث عن رئيسها المريض الغائب أو المغيب في ألمانيا، فتحت قنوات البهتان، وراحت تروي لشعبها بعضا من تخاريفها، وتقول تلك الهلوسات أن “البوليساريو حررت الصحراء على تويتر، واحتلت المغرب في انستغرام، وأن المغرب زال من الخريطة في الواتساب…
يشهد التاريخ أنه في المغرب تدرب المقاومون الجزائريون وهم يواجهون الاحتلال الفرنسي، في وجدة كما في الناظور وفي فاس كما في الدارالبيضاء تلقى الأشقاء الجزائريون السلاح ووجدوا المأوى، وأكلوا وشربوا وشبعوا وناموا ثم تدربوا وتسلحوا وعادوا لوطنهم يدافعون عنه، وحين احتجز المحتل بعضا منهم أوفد الملك محمد الخامس محامين للدفاع عنهم، وكان الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي واحدا من أسرة الدفاع التي سافرت إلى الجزائر لمؤازرة الوطنيين الجزائريين المعتقلين هناك، وحين عرضت فرنسا على المغرب ترسيم الحدود مع الجزائر رفض محمد الخامس بأنفة وكبرياء وخاطب الفرنسيين” حين ينال إخواننا الجزائريون استقلالهم سنرسم حدودنا مع بعضنا”…
تحررت الجزائر وهاهي تقود حربا طاحنة لتمزيق وحدة المغرب، وبتر صحرائه منه، لتستولي عليها كما استولت على الصحراء الشرقية وعلى غيرها من المناطق المغربية المحتلة جزائريا، ومع تقدم عساكر الجزائر في السن باتوا ما بين الخرف والجنون، لا يعرفون حتى كيف ومتى يكذبون، مبروك عليهم “عالمهم الافتراضي حيث يتوهمون”، ومبروك على المغرب صحرائه حيث ينعم أهلها بالطمأنينة والسكينة، والانفصاليون وجدوا أنفسهم مثل قطعة خشب تطفو على سطح الماء والماء يجرها نحو الهاوية، فالدجاجة الحاضنة نُتِف ريشها، وكثر قيقها بلا بيض…
إذا ابتلاك الله بعدو قوي فعليك أن تكون أقوى منه، وإذا كان عدوك صادقا أو حازما فأنت مطالب لأن تكون أصدق وأحزم منه، لكن إذا كان عدوك جبانا كذابا، أفاكا خداعا مُضللا، ستجيبه على لسان الشاعر أبي تمام : ” السَّيفُ أصدقُ أنباء من الكتب…في حدِّه الحدُّ بين الجِدِّ واللعب”.(نقطة سالينا).
*محامي بهيأة الدار البيضاء