محمد الشمسي
لن أبالغ إذا قلت إن رئيس الوداد كتب “تدوينة الاعتذار” قبل لقاء العودة بالقاهرة، ربما كتبها ليلة فقدان الوداد لصدارة الدوري، وقد يكون كتبها ليلة ضياع لقب البطولة، وقد يكون كتبها ليلة الهزيمة المذلة بهدفين في قلب “دونور” أمام الأهلي، فإذا كان لرئيس الوداد ذرة معرفة بعالم كرة القدم فقد سافر إلى مصر منهزما مدحورا وهو متيقن أنه ليس بتلك الأشباح التي ألبسها قميص الوداد يمكنه هزم حتى فريق في قسم الهواة، وهو واثق أنه يحتاج فقط لتسعين دقيقة لتأكيد الإقصاء، لذلك من باب “الطنز العكري” أن يدون الناصيري “صكوك الندم”، أو يستأجر له من يدونها لها، و”يدير بحاللي ماطرا والو”.
مشكلة الوداد البيضاوي أن قراراته المصيرية باتت تحسم من المحمدية ومدن أخرى، مشكلة الوداد أن دودة السياسة شرعت في نخر عظمه، واختلط الأمر على الوداديين ما بين فريق رياضي أو مقر علاقات سياسية عامة، الوداد وقعت تحت نير الاحتلال، نعم يا سادة… الوداد محتلة ومن يساوره شك فلينظر إلى الوفد الذي رافقها إلى مصر، هل هم وداديون؟، هل سبق في تاريخ كرة القدم أن رافق رؤساء غرباء فريقا لا تجمعهم به قرابة رياضية؟، إلا إذا كان هؤلاء الرفقاء الغرباء رافقوه “باش ينشو على كبالتهم” بعدما جعلوا من رئيس الوداد “بوحمارة الثاني”.
ورجوعا إلى رسالة “بوحمارة الثاني” فهي مفخخة و خطورتها في نهايتها التي تقول إن الرجل باق جاثما على رقبة الوداد، وإنه سيطهر الوداد من “الرجس”، والحال أن الرجل هو من لطخ الوداد برجسه التسييري ، فقد شاخ في الرئاسة مثلما شاخ معه الفريق الذي خلفه طوشاك ودوسابر وعموتة، وجعل من القلعة الحمراء بابا مشرعا بلا ساروت لكل من هب ودب بداية من غاموندي الذي وجده الناصيري يتسكع في أروقة الجامعة بعدما “خلاَها من حسنية أكادير”، وزد عليه مساعد مدرب يدعى “طارق شهاب” وهو نكرة في عالم كرة القدم مثلما هو نكرة في عالم التدريب ولو كمساعد وجد نفسه “دقة وحدة” يقود فريقا كبيرا بتوصية من”المقيم العام في المحمدية”، وزد عليهم لاعبون أجانب كلفوا الوداد الشيء الفلاني وفي يوم الامتحان خانوا العهد وأبانوا أنهم لا يصلحون حتى للعب في “شانطي” أو” في شاطئ”، دون نسيان لاعبين مستوطنين فقدوا “الفانت” مثلما فقدوا”الفورمات”.
وما دامت رغبة “بوحمارة الثاني” تنصرف الى فرض نفسه رئيسا للوداد مختفيا خلف قوانين بئيسة خالية من مشاعر الإحساس بالمسؤولية، ويعول على الرئاسة للبحث له عن مغانم سياسية في انتخابات 2021، ومادام قد وقع “اتفاقية الحماية” مع الغرباء وسلمهم “الحصن الأحمر”، لاستقبال النكرات و”الشياطة” و”البزناسة”، فإن الوداد البيضاوي يقع بعد كل هذا تحت بند “فريق رياضي تحت نير الاحتلال”، وتصبح مقاطعته واجبة، ومتابعته تطبيعا مع الاحتلال، وخيانة لشرف الفريق، إلى أن يسترجع حريته واستقلاله وحمرته الزاهية، فليس العيب في الهزيمة لكن العيب في كيفية خوض المعركة، فالزلة أكبر من أن تداويها تدوينة، فلتهنأ بودادك المحتلة يا سعيد، واجلب لها من شئت مع من شئت، فأنت تصنع ودادا ممسوخة ونسخة مزيفة من وداد الأمة الأصلية والأصيلة، و”اللي شك يرجع للتاريخ”….ووحده رحيلك بداية الشفاء.