محمد الشمسي
بعد طول غياب لبواعث غريبة ومجهولة، ظهر أخيرا “تبون” ليخاطب الشعب الجزائري ومن ألمانيا و ليس عبر التلفزيون الجزائري الرسمي كما هي عادة الرؤساء، بل عبر تويتر على شاكلة المبحوث عنهم دوليا، ولأن الجزائريين أدرى بتضاريس “تبونهم” فقد هبُّوا يشككون في نسخة”تبون” المعروضة على تويتر، فأوضح بعضهم أن “تبون تويتر” يشبه “تبون الجزائر” دون تطابق، وأفردوا في ذلك نقط اختلاف كثيرة ما بين “التبونين”، إن على مستوى الأذن والشفة السفلى والوجه مرورا بمستوى الخطاب ونبرة الصوت، وقال بعضهم إن “تبون تويتر” لا يعدو أن يكون “كومبارس” ل”تبون الجزائر”، و زعم أحدهم أن “تبون تويتر” كان يتلقى نص الخطاب المقتضب عبر سماعة وضعوها في أذنه اليمنى.
ولأنه ليس من الإنسانية في شيء التشفي في مرض مريض ولو كان “حيوانا”، ولأنه تشابهت علينا “التبابن” فقد احترنا في دعائنا بالشفاء، هل نوجهه ل”تبون تويتر” أم ل”تبون الجزائر”.
عموما حتى إذا استفاق “تبون الجزائر” الحقيقي من فيروس كورونا، وسمع أن الولايات المتحدة الأمريكية وما أدراك ما الولايات المتحدة الأمريكية “جابتها من الأخر” وحسمت النزاع المفتعل، وأقرت بقرار رئاسي بسيادة المغرب على صحرائه كاملة غير منقوصة، وأن مقترح الحكم الذاتي “هو اللي كاين”، يعني أنه “ماكاين لا تقرير المصير لا سيدي بوزكري”، وأن الحلم العسكري الجزائري في الوصول إلى المحيط الأطلسي قد تبخر، وأن “الدزاير تصيدو” لأنهم صرفوا مالا لبدا على الوهم، وأن أمريكا ستفتح لها قنصلية في الداخلة غير بعيد عن تندوف ، فلن يكفي”تبون” المرض وحده، بل سيصبح مجنونا ومريضا وهي قمة اللعنة، وستجتاح النكبة كل من عليها من جنرالات وضباط لاسيما أولئك الذين يضعون النياشين البراقة في أعلى الكتف، ويضعون “ليكوش” في الخلف ويملئون الدنيا حقدا وضغينة في حق الشقيق الجار بحكم التاريخ والجغرافية والتربية الإسلامية وبعض من العربية والفرنسية… وسيزول سبب وجودهم لأن عقيدتهم العسكرية خلقت لكراهية المغرب وعضه وتمزيقه.
لا نتمنى مكروها ل”تبون الجزائر”، لأننا ندرك أنه “ما تبدل صاحبك عا بما كرف”، فما بالك بعدوك، ولا ندعو له بموفور القوة والمعافاة لأنه سيفنيهما في معاداة المغرب، مثلما أفنى شبابه ومال شعبه، نذكره فقط بحكمة يرددها الأشقاء في الجزائر تقول “الطعام كيبرك للغدار في الركابي”، و دعونا نسأل السؤال المثير والمشروع، هل لكرسي الرئاسة الجزائرية لعنة تصيب كل من “يقعد عليه”؟، أم أن “المغرب شريف” تصيب لعناته كل من يعاديه؟، فالجارة الشقيقة لم تتخلص من كرسي “بوتفليقتها”، حتى ابتلاها القدر ب “تبونها” المريض…اللهم لا شماتة …اللهم لا شماتة.