24 ساعة-متابعة
غيب الموت صباح الجمعة 2 مايو الجاري، أحد أبرز وجوه الساحة الفنية المغربية، محمد الشوبي، عن عمر يناهز 61 سنة، بعد صراع مع المرض، داخل المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط.
وقد وري جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء بحضور أفراد أسرته، ورفاق دربه من الفنانين، وجمهور واسع من محبيه، في وداع مؤثر لقامة فنية طبعت الذاكرة الإبداعية للمغاربة لعقود.
ولد محمد الشوبي في 4 دجنبر 1963، وبدأت علاقته بالفن في سن مبكرة من خلال تجارب مسرح الهواة بمدينة مراكش أواخر السبعينيات، حين لم يكن يتجاوز سن المراهقة.
وقد شكل المسرح بوابة عبوره إلى عالم التمثيل، حيث احتك بتجارب ميدانية عززها لاحقا بتكوين أكاديمي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، مما مكنه من دخول عالم الاحتراف سنة 1988، ممثلا ومخرجا، في إطار توجه فني متكامل يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
ولم يكن الشوبي ممثلا عاديا على الخشبة، بل حمل قضايا المجتمع وشغف الفن في صوته وحضوره، وشارك في عدد من المسرحيات المتميزة، كما خاض تجربة الإخراج المسرحي في نهاية التسعينيات بعدة أعمال،واشتهر محمد الشوبي بقدرته الفائقة على التنقل بين الأدوار والشخصيات، سواء في التلفزيون أو السينما.
بدأت مسيرته التلفزيونية بمسلسل أولاد الناس للمخرجة فريدة بورقية، وتوالت مشاركاته بعد ذلك في مسلسلات ناجحة مثل لالة فاطمة، دواير الزمان، دار الغزلان، وولاد المرسى، إلى جانب أعمال تاريخية عربية بارزة مثل صقر قريش، وربيع قرطبة، وملوك الطوائف.
أما في السينما، فقد راكم رصيدا ضخما من الأفلام تجاوز 60 عملا، من بينها منديل صفية (2001)، ألف شهر (2003)، السمفونية المغربية (2006)، موت للبيع (2011)، وداعا المغرب (2012)، جوق العميين (2015)، ودموع الرمال (2018)، وكان يحسن اختيار أدواره، مقدما أداء إنسانيا يجمع بين الصدق الفني والالتزام بالقضايا المجتمعية.
وشكل رحيل محمد الشوبي خسارة كبيرة للساحة الفنية في المغرب، إذ لم يكن مجرد ممثل، بل صوتا صادقا لفنان ملتزم، مثقف، ناقد، ومبدع، ترك وراءه إرثا غنيا من الأعمال، وذاكرة مليئة باللحظات التي أبهج فيها قلوب المشاهدين وأثر في وعيهم.