محمد الغول
سأبدأ معكم هذا المقال بهذه الجملة التي سمعتها من أب مكلوم و مفجوع في فلذة كبده ( …رسالة نكل واحد كيسكر ، امشي ندارك وشد عليك بابك و الله يعفو عليك و ما تخرجشي تاذي عباد الله …) ، هذه الجملة الرسالة تحتاج منا لكثير من التمعن ، شخصيا أعتقد أن كل شخص قاد سيارته وهو في حالة سكر ، هو مشروع قاتل ، و إن وقعت له حادثة سير أدت لمقتل شخص ، فهي جريمة قتل عن عمد وترصد ، و القانون يجب أن يتعامل معه بهذا المنطق ، فمابالك بمن يرتكب مجزرة حقيقية بقتل خمسة أشخاص دفعة واحدة ، جزء كبير من مآسي حوادث السير في بلادنا مرتبطة بعامل السياقة تحت تأثير المخدرات و الخمور ، و القانون المغربي حتى الآن لا يشدد العقوبة في هذا الفعل الموجب للتشديد ، و حتى الآن لازلنا ننتظر تفعيل أجهزة قياس الكحول لدى السائقين التي وعدت بها مدونة السير الشهيرة .
الحادثة الأخيرة ليست الاولى ولن تكون الآخيرة ( لازلت أذكر حادثة كورنيش مرقالة ) ، اذا تواصل هذا الاستهتار بالحياة البشرية ، السياقة في حالة سكر جريمة مزدوجة ، في حق النفس وفي حق الغير ، اذا كانت سياقة السيارة و أنت في كامل قواك العقلية ، يجعلك في وضع الخطر على نفسك والغير ، فكيف بمن يتجرأ على السياقة وهو مغيب العقل والادراك و التحكم في أطرافه و أكثر ما يحد في نفسي ، عند وقوع حوادث مشابهة ، محاولة البعض تغيير الوقائع و تجييرها فقط لأن المتسبب في الحادثة أو عائلته ، تمتلك السلطة أو المال ، يخز في نفسي الأمر لأنه يؤكد غياب الوازع الاخلاقي لدى البعض و بحثه عن مصالح آنية زائلة ، متجاهلا أن هذه النوعية تشكل خطرا على المجتمع ، تهدد أمن الجميع و أشدد على كلمة الجميع ، وهذه صرخة جديدة موجهة لنا جميعا ، بداية من السلطات التي عليها أن تتشدد في مراقبة السياقة تحت تأثير الخمور ، القضاء أن يتشدد في العقاب ، المجتمع أن يتشدد في انتقاد الظاهرة ، العائلات أن تتشدد في مراقبة أبنائها وسياراتها ، و الأفراد ( مستهلكي الخمور ) أن يشددوا على أنفسهم بعدم السياقة في حالة سكر ، و أختم مرة أخرى بجملة الأب المفجوع ( … إذا كنت تسكر ، فأغلق عليك بابك ، و لا تخرج لتؤذي عباد الله ) ؛ خالص التعازيا للأسر المفجوعة في فلذات أكبادها.