24 ساعة-أسماء خيندوف
يقود محمد حيتيتي، منذ نهاية يناير الماضي، شركة “OCP أفريقيا” بصفة مؤقتة، معتمدا على تجربة تمتد لأكثر من 25 سنة داخل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي يرأسها مصطفى التراب، وحققت مداخيل بقيمة 97 مليار درهم خلال سنة 2024.
التحق حيتيتي، البالغ من العمر 52 سنة بالمجموعة سنة 1999 كمهندس كهربائي، قبل أن يتدرج في عدة مناصب، منها إدارة مشاريع الجرف الأصفر، ثم الانتقال إلى “جيسا” عقب دمجها ضمن المجموعة.
وقاد حيتيتي منذ سنة 2018 أنشطة المجموعة في نيجيريا، قبل أن يتولى الإشراف على العمليات في غرب وشرق أفريقيا، وصولا إلى تعيينه سنة 2023 مديرا للعمليات بـ”OCP أفريقيا”. ويشرف حاليا على تسريع تنفيذ الاستراتيجية الجديدة، التي تركز على تطوير أسمدة مخصصة تراعي نوعية التربة، الزراعات المحلية، والظروف المناخية.
مرحلتان استراتيجيتان لتعزيز الانتشار والتخصص
أكد حيتيتي في حوار مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن المرحلة الأولى من عمل “OCP أفريقيا” بين 2016 و2023 انصبت على الانتشار وفهم الأسواق، بينما تهدف المرحلة الثانية، الممتدة من 2024 إلى 2028، إلى تعزيز استخدام الأسمدة المخصصة، بالاعتماد على مبادئ “4R” لضمان الاستخدام الأمثل للمنتجات الزراعية. وتهدف الشركة إلى رفع مبيعاتها إلى 2.5 مليون طن بحلول 2025، وإلى 4.2 مليون طن سنة 2027.
وبخصوص التراجع المؤقت الذي سُجل في إثيوبيا نهاية 2024، بعد توجه السلطات نحو استيراد أسمدة تقليدية من موردين روس وصينيين، أوضح حيتيتي أن الشراكة مع أديس أبابا ما تزال قائمة، مستشهدا بمواصلة أنشطة وحدات الخلط المحلية التابعة لـ”OCP أفريقيا”.
تحديات السوق الأفريقية ورهانات المستقبل
سلط حيتيتي الضوء على التحديات التي تواجه السوق الأفريقية، من ضعف استهلاك الأسمدة إلى الإشكالات اللوجستية والمالية، مشددا على ضرورة تبني مقاربة شاملة تجمع الإنتاج التجاري بدعم المزارعين عبر مراكز الخدمات، تحليل التربة، والحلول الرقمية. كما أشار إلى دعم المجموعة لأكثر من 4.2 مليون مزارع، وإحداث أكثر من 240 مركزاً للخدمات الزراعية.
وبخصوص العلاقة مع الحكومات الأفريقية، أكد حيتيتي أن “OCP أفريقيا” تعتمد على منطق الشراكة مع الدول، المؤسسات المانحة، والقطاع الخاص، مستشهدا بالاستثمار في نيجيريا الذي ساهم في بناء منظومة صناعية محلية.
أما بشأن المنافسة مع شركات عالمية مثل PhosAgro وMa’aden وETG، شدد حيتيتي على أن “OCP أفريقيا” تعتبر هؤلاء الفاعلين شركاء محتملين لتطوير سوق الأسمدة في القارة، أكثر مما تراهم منافسين مباشرين.
الاستثمار في الابتكار لتحقيق الأمن الغذائي
اعتبر حيتيتي أن تسريع التحول الزراعي في أفريقيا يمر عبر الاستثمار في البحث والتطوير، ودعم الابتكار في مجال الأسمدة الذكية، إلى جانب تعزيز قدرات المزارعين المحليين عبر برامج تدريبية ومبادرات لتسهيل الولوج إلى التمويل.
كما شدد على أن تحقيق الأمن الغذائي في القارة يظل رهينا بتضافر الجهود بين الفاعلين الصناعيين، والحكومات، والمؤسسات الدولية.