يوسف المرزوقي- الرباط
تهم ثقيلة تواجه المحامي محمد زيان، من بينها تهمة “تهريب مجرم من البحث ومساعدته على الهروب، والمشاركة في مغادرة شخص للتراب المغربي بصفة سرية”. ويتعلق الأمر هنا وفق المقصود بـ ”المجرم” بالضابطة السابقة وهيبة خرشيش، التي مد لها زيان؛ بمعية أطراف خارجية وبالضبط إسبانية؛ يد العون و تهريبها ومساعدتها من مغادرة المغرب.
ورغم أن زيان ”الماكر” يحاول في كل مرة إبعاد هذه التهمة والتنكر لها؛ إلا أن كل الدلائل تتبث مما لا يدع مجالا للشك، أن الأخير قام بفعلته، رغم أن الضابطة وهيبة تشكل موضوع بحث قضائي بتهمة التزوير واستعماله.
فإذا كان زيان يزعم، حين استجوابه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن وهيبة غادرت المغرب عبر مطار محمد الخامس الدولي في اتجاه أمريكا بهوية مزورة، إلا أن المعلومات الموثوقة تؤكد أن وهيبة تمكنت من ”الهرب” في إتجاه إسبانيا عبر مدينة مليلية المحتلة، حيث مكثت هناك أياما، قبل توجهها إلى مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.
كلام زيان، سواء للمحققين أو لوسائل الإعلام لا يستقيم مع الوقائع، فالدلائل تشير إلى أن وهيبة خرشيش كانت تشكل موضوع إجراءات قضائية تمنعها من السفر خارج المغرب، فضلا على أن وظيفتها كشرطية تفرض عليها الحصول على ترخيص مسبق من إدارتها لمغادرة التراب الوطني؛ فكيف لها أن تسافر إلى أمريكا عبر مطار محمد الخامس!
وكشفت الأبحاث والتحريات المنجزة، أن المحامي والنقيب السابق كان له دور مفترض في تهريب وهيبة خرشيش عبر من الشريط الحدودي مع مليلية. وكان زيان آخر من اتصل بالضابطة السابقة المذكورة أربع مرات، قبل أن تغلق هاتفها بشكل تام، حيث يواظب طيلة اختفاء المعنية بالأمر على الدخول إلى مدينة مليلية بشكل متواتر، وظهر معها في حانة ليلية بشهادة شركائه وأصدقائه الإسبان والمغاربة، علاوة على إفادات سائقه الخاص الذي اعترف بأنه هو من تكلف بنقل الشرطية الهاربة آخر مرة من مسكنها بسيدي بوزيد بضواحي الجديدة إلى مكتب النقيب السابق بالرباط في ساعة متأخرة من الليل، حيث تركها هناك ومن ثم انقطعت أخبارها نهائيا. في أواخر دجنبر من سنة 2019.
كان زيان طيلة الوقت يعبد الطريق أمام وهيبة خرشيش، عبر الإستعانة بمنظمات إسبانية، بل كشفت التحريات أن اتصالات أجريت أيضا مع عنصر في الحرس المدني مكلف بمراقبة التنقلات عبر مركز باب مليلية، قد تكون له يد في عملية التهجير هاته، التي يحاول زيان نفيها كل مرة.