محمد سالم عبد الفتاح
لا شك أن النتائج الإيجابية التي حققها المغرب في العرس الرياضي العالمي بقطر، أكبر بكثير من مجرد إنجاز كروي. يتمثل في تقاسم المربع الذهبي للمونديال، على أهميته..
من الإشعاع والحضور الدولي الذي حققه المغرب، الى صقل الحس الوطني وشحذ الهمم وتكريس الإجماع الوطني. إلى جانب تعزيز الثقة في الكفاءة المغربية، فضلا عن التمثيل المشرف للعالم العربي والإسلامي وللقارة السمراء.
أما الانعكاسات الإيجابية للمشاركة المغربية في مونديال قطر، على المجتمع، فوحدهم المختصون في علم الاجتماع كفيلون بدراستها. ولربما استغرق الأمر مدة زمنية ليست بالقصيرة لرصد تجلياتها. أبسط تلك الانعكاسات تحصين قيم الأسرة، وإبراز مكانة الأم، فضلا عن زرع ثقافة العمل الجماعي.
لكن ما يمهني تحديدا هي تلك الانعكاسات المرتبطة بنزاع الصحراء، على اعتبار اشتغال خصوم المغرب على التوظيف السياسوي. للمنجز الرياضي في فترات سابقة، دعما للطرح الانفصالي.
تراجع لطروحات الانفصال الشوفينية
فالملاحظ هو الانحسار الكبير للدعاية الانفصالية المتراجعة أصلا على مستوى داخل الأقاليم الجنوبية. حيث قضى التفاعل الشعبي مع الانجاز الكروي الذي حققه المغرب على ما تبقى من طروحات عنصرية شوفينية قاصرة. كانت تروم عزل العنصر الصحراوي عن عمقه الاجتماعي المغربي، وإحداث قطيعة وانقسام بين مكونات المجتمع المحلي بالصحراء..
فقد تفاعلت الغالبية الساحقة من الصحراويين مع الانتصارات التي يحققها المنتخب المغربي، وتوحدت الساكنة الصحراوية بكافة مكونتاها. وروافدها الإجتماعية خلف المنتخب الوطني، لتقضي على دعوات التفرقة والفتنة التي عزفت عليها الدعاية الإنفصالية..
إفلاس المتاجرين بشعارات القضية الفلسطينية
من جهة أخرى فقد أظهر التفاف العالمين العربي والإسلامي خلف المنتخب المغربي، (أظهر) فشل محاولات خصوم المغرب لتوظيف القضية الفلسطينية. سياسويا في مناسبات كروية سابقة، لأجل اختراق حالة الإجماع العربي الداعم للوحدة الترابية المغربية..
فقد كان الفلسطينيون أنفسهم أكثر المتحمسين لتشجيع المنتخب المغربي. في حين ظهرت أعلام فلسطين على أعناق لاعبي المنتخب المغربي. وفي المدرجات والمسيرات في الشوارع بين جمهوره، لتقضي على متاجرة البعض بشعارات القضية الفلسطينية. التي ظنها داعمو الطرح الانفصالي في الصحراء في السابق رأس مال خاص بهم..
يبقى أن الإشعاع الذي حققه المغرب عبر مشاركته الكروية الأخيرة في مونديال قطر، ستعزز منجزاته السياسية والدبلوماسية المرتبطة بملف وحدته الترابية. لا سيما تلك المتعلقة بحضوره الدولي إعلاميا، ثقافيا وحتى اقتصاديا. على اعتبار أهمية المجال الرياضي في المعارك التي يخوضها المغرب دفاعا عن قضيته العادلة، في عالم باتت عناصر القوة المرنة فيه توازي عناصر القوة التقليدية أهمية..