العيون- عبد الرحيم زياد
في ظل إندلاع أزمة الثقة بين المغرب والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، على خلفية الزيارة غير المسبوقة التي قام بها الأربعاء الماضي لجنوب أفريقيا، استجابةً لدعوة من حكومتها لمناقشة قضية الصحراء. يرى المحل السياسي محمد سالم عبد الفتاح، دي مستورا، قد أخطأ التقدير باستجابته لدعوة الزيارة التي قدمتها جنوب إفريقيا، باعتبارها بلد غير معني بهذا النزاع المفتعل، وليست لا طرفا رئيسيا فيه، ولا حتى طرفا دوليا مؤثرا أو داعما للوساطة الأممية، فعلى العكس من ذلك تعد جنوب إفريقيا إحدى الدول التي تبدي مواقف معرقلة للوساطة الدولية، بحكم أنها تسهم في التصعيد الإعلامي والسياسي، الذي يعكف عليه خصوم المغرب و أعداء وحدته الترابية.
و يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان في تصريحات خص بها جريدة “24 ساعة” أن “جنوب إفريقيا تؤيد الاطراف المعرقلة للوساطة الأممية، الأطراف التي تتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، والأطراف التي تصعد ضد المملكة، وتعرقل عمل البعثة الأممية الميداني، بحسب ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وبالتالي التعاطي مع جهة تنفخ في كير التصعيد، وتبدي مواقف سياسوية منحازة لخصوم المغرب، بالتأكيد لن يسهم في دعم الجهود الأممية، ولن يسهم في إنجاح الوساطة التي يدشنها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.
وأكد المتحدث أن تعاطي المبعوث الأممي دي ميستورا مع بلد ينحاز بشكل سافر إلى أحد الأطراف التي تعكف على التصعيد في قضية الصحراء، من قبيل جنوب افريقيا، وينحاز بشكل السافر للتصعيد وللانفصال، لاشك أنه يضرب مصداقية الوساطة الدولية، ويقوض المساعي الحميدة التي تخوضها الأمم المتحدة في هذا السياق. وبالتأكيد لا شك انه يعرقل امكانية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتوصيات الأمين العام الأممي بخصوص جمع أطراف النزاع على طاولة المفاوضات،
وأردف محمد سالم عبد الفتاح، أن دي ميستورا كان حريا به أن يركز على لقاء الأطراف المعنية بشكل مباشر التي دعا مجلس الأمن على جمعها على طاولة المفاوضات، وفي مقدمتها الجزائر باعتبارها طرف رئيسي، وإذاكان هناك من إمكانية لتوسيع دائرة لقاءاته فينبغي أن تشمل الدول التي تتسم مواقفها بالرزانة و إبداء المواقف المتوازنة الداعمة للشرعية الدولية، والداعمة و للجهود الأممية، وليس طرفا يدعم الإنفصال، ويبدي مواقف سياسية المنحازة لأحد الأطراف، والمصطدمة مع الطرف الأخر.
وأكد المتحدث أن المبعوث الأممي دي ميستورا مطالب اليوم بتقديم حصيلة عمله خلال ما يناهز سنتين من تعيينه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء، خاصة في ظل الجمود الذي بات يطبع الوساطة الأممية عجزه عن مواجهة الأطراف المتنصلة من اتفاق وقف إطلاق النار، والمعرقلة للوساطة الأممية بنص تقري الأمين العام الأممي. فضلا عن تنصل أيضا أحد الأطراف من مسؤولياته كطرف رئيسي معني بهذا النزاع المفتعل، وهو الجزائر، التي تدعوها قرارات مجلس الأمن الدولي إلى المشاركة في آلية الطاولات المستديرة.
و أبرز عبد الفتاح أن المبعوث الشخصي الأممي مطالب أيضا بإبداء مواقف صريحة إزاء تداعيات هذا المشروع الإنفصالي، على الأمن و الاستقرار في المنطقة، بحكم افتضاح أدوار المشروع المقوضة للأمن والاستقرار والمرتبطة ببؤر التوتر وبالأوضاع المضطربة في منطقة الساحل، وهي الأدوار التي يضطلع بها هذا المشروع الانفصالي الهدام.