24 ساعة ـ متابعة
أبرز سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، اليوم الثلاثاء ببروكسيل، أن المغرب لن يتوقف عن العمل من أجل الدفع بتسوية القضية الفلسطينية.
وكشف السفير عامر، في معرض حديثه خلال ندوة للاحتفاء بالذكرى الثانية لإبرام اتفاقيات إبراهيم، والتي نظمت بمقر البرلمان الفيدرالي البلجيكي، أن “المغرب سيسخر قنواته الدبلوماسية مع دولة إسرائيل وعلاقاته المميزة مع اليهود من أصل مغربي، من أجل الدفع بتسوية القضية الفلسطينية بناء على حل الدولتين، مع القدس الشرقية كعاصمة”.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية يعد آلية قيمة من شأنها المساعدة في تعزيز السلام بالمنطقة، وتدعيم الأمن وفتح فرص جديدة للجميع.
وأضاف أن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل يمثل “سلاما بين دولتين، لكنه قبل كل شيء سلام بين الشعوب، كما يشهد على ذلك تكثيف المبادلات بين المجتمعين، والذي يشمل المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والبشرية”.
وشدد السفير على أن المغرب، خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ما فتئ يعمل على تثمين الموروث العبري والنهوض به، مذكرا بأن دستور 2011 يعترف بإسهام الرافد العبري في وحدة المغرب.
وقال إن الجالية اليهودية من أصل مغربي تعد الأكبر في العالم العربي، حيث يعيش نحو مليون يهودي مغربي في إسرائيل، والذين لا زالوا يحافظون على علاقات وثيقة مع بلدهم الأصلي.
وبحسب السيد عامر، فإن إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، يعد إعادة تنشيط للآليات التي كانت قائمة، والتي شكلت منذ سنوات – بناء في كثير من الأحيان على طلب الطرفين- أداة للسلام والتقارب.
وأوضح أن قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يندرج في سياق تاريخ ألفي من التعايش السلمي بين المغاربة من الديانة اليهودية ومواطنيهم من المسلمين، مسجلا أن هذا التعايش وجد تجسيده القوي في رفض جلالة المغفور له الملك محمد الخامس تسليم المواطنين المغاربة المنتمين للديانة اليهودية إلى سلطات فيشي.
من جهته، سلط النائب الفيدرالي البلجيكي، ميكاييل فرايليش، الضوء على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في تعزيز السلام والتفاهم، مؤكدا أن إعادة ربط العلاقات مع إسرائيل شكل منعطفا في منطقة الشرق الأوسط، معلنا ليس فقط عن سلام حقيقي بين إسرائيل ودول عربية مختلفة، بل شكل محفزا لعلاقات إيجابية بين اليهود والمسلمين عبر العالم.
وأشار فرايليش، وهو أحد منظمي هذه الندوة، إلى أن أوروبا وبلجيكا مدعوتان اليوم إلى الاضطلاع بدور فعال في الدفع قدما بهذه الاتفاقيات، سعيا إلى تعزيز التفاهم المشترك والتسامح، إن على مستوى أوروبا أو عبر العالم.
وتميز هذا الحدث بتوقيع كتاب تذكاري بمناسبة الذكرى الثانية لإبرام اتفاقيات إبراهيم، وذلك من قبل ممثلي كل من الولايات المتحدة، وإسرائيل، والمغرب، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة.