24 ساعة ـ متابعة
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق “إياد أغ غالي” المقيم بدولة الجزائر ، والذي يعتبر زعيم جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المسلحة، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتُعتبر هذه الجماعة الفرع الإفريقي لتنظيم القاعدة، وتنشط في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وارتكبت العديد من الهجمات الدموية ضد المدنيين والقوات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
ثعلب الصحراء
ويُعرف إياد أغ غالي بلقب “ثعلب الصحراء” لخبرته ودهائه، وقد قاد جماعة “أنصار الدين” التي سيطرت على مدينة تمبكتو في شمال مالي عام 2012. كما أنه مقرب من المخابرات الجزائرية، وهو ما أثار جدلاً حول دور الجزائر في دعم الجماعات المتطرفة في المنطقة.
وتعتبر المحكمة الجنائية الدولية إياد أغ غالي أحد أخطر زعماء تنظيم القاعدة في إفريقيا، وتسعى جاهدة لمحاكمته على جرائمه. وتأتي مذكرة الاعتقال هذه كخطوة مهمة في مكافحة الإرهاب وجلب الجناة إلى العدالة.
وفي إفادته بخصوص هذه المذكرة، قال النائب العام للمحكمة الدولية، إن غالي يعد “قائدا بلا منازع، ويمتلك نفوذا كبيرا في المنطقة. وأنه ملاحق بتهم التعذيب والاضطهاد على أسس جنسية أو دينية والاحتجاز غير القانوني. والاغتصاب والعنف الجنسي والأفعال اللاإنسانية والهجوم على المباني الدينية”.
خلف هذا الزعيم الإرهابي تقف المخابرات الجزائرية
وخلف هذا الزعيم الإرهابي، تقف المخابرات الجزائرية، التي أكدت العديد من التقارير وجود تعاون تام بين الطرفين. حيث إن إياد أغ غالي كان قد اختفى عن الأنظار لحوالي سبع سنوات، قبل أن يعود فجأة للواجهة نهاية العام الماضي. بعد أن خرج في دجنبر 2023 بتسجيل صوتي مدته 22 دقيقة، تم بثه عبر مؤسسة «الزلاقة»، الذراع الإعلامية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وربطت عدد من التحليلات هذه العودة للوضع الجديد للمنطقة، بعد أن فقدت الجزائر قدرتها على التحرك في المنطقة. وخاصة بعد تغير ميزان القوى في منطقة الساحل، واندحار القوات الفرنسية. وحدوث انقلابات عسكرية في عدد من دول الجوار، والتي أصبحت تدين بالعداء للنظام العسكري في الجزائر.
إن إصدار مذكرة اعتقال بحق إياد أغ غالي يمثل رسالة قوية مفادها أن لا أحد فوق القانون. وأن الجناة الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية سيُحاسبون عاجلاً أم آجلاً.