بعد أن تساءلت وبعض الصحف الإسبانية، الأسبوع الماضي، عن إمكانية أن تكون للمخابرات الإسبانية ارتباطات مع الجهاديين المغاربة الـ11، الذين نفذوا اعتداء برشلونة يوم 17 غشت الماضي، اعترف مركز الاستخبارات الإسباني (CIN) بجزء من الاتهامات الموجهة إليه، إذ أكد أنه كانت لديه اتصالات مع الإمام المغربي والعقل المدبر للاعتداء، عبد الباقي عيساتي، خلال الفترة التي كان يقبع فيها بسجن كاستيون ما بين 2010 و2014.
في المقابل، لم توضح المخابرات الإسبانية ما إذا استمرت في التعامل مع الإمام/العميل عيساتي بعد مغادرته السجن، وما إذا كانت قدمت له مبالغ مالية من المال العام الإسباني مقابل تلك الخدمات التي كان يسديها لها، حسب ما أوردته صحيفة “إلباييس” الإسبانية.
وأكدت المخابرات الإسبانية، كذلك، أن اتصالاتها مع الإمام المغربي الذي توفي بعد انفجار البيت الذي كان يحضر فيه للاعتداء في منطقة “آلكنار”، تدخل في إطار “برتوكول السجناء الذين سبق وكانت لديهم ارتباطات مع جهاديين”.
“إلباييس” أوضحت أن الإمام المغربي كان معروفا لدى الأجهزة الأمنية الإسبانية منذ وصوله إلى إسبانيا سنة 2002، أي قبل تنفيذ الاعتداءات بسنوات. وتضيف أن اسم الإمام كان مسجلا في مذكرة أرقام هاتف أحد الجهاديين المتورطين في اعتداء مدريد يوم 11 مارس 2004؛ كما تم التحقيق معه بعد الاشتباه في كونه ينتمي إلى شبكة متطرفة تقوم بإرسال الجهاديين إلى العراق وسوريا.
بدورها، أوضحت صحيفة “أوكي دياريو” التي انفردت بتفجير هذه القضية، أن المخابرات الإسبانية حاولت الضغط على القضاء الإسباني من أجل إغلاق الملف، قبل أن تقرر الاعتراف بعد فشلها في ذلك. في هذا تقول الصحيفة: “بعد أن فشل المركز الوطني للاستخبارات في توجيه تحقيقات المحكمة الوطنية لصالحه حول إمام ريوبول، قرر يوم الجمعة الماضي تأكيد المعلومات التي كشفتها “أوكي دياريو” حول اشتغال العقل المدبر للاعتداء كعميل لديها”. وكشفت، أيضا، أن المخابرات تعاقدت مع الإمام المغربي سنة 2014 قبل مغادرته السجن بقليل، بتهم تهريب 121 كيلوغراما من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا، مبرزة أن عنصرين في المخابرات هما من زارا الإمام في السجن، حسب محضر قضائي سري.
وأشارت “أوكي دياريو” إلى أن الإمام/العميل كان ينتظره قرار الترحيل إلى المغرب بعد مغادرته السجن في أبريل 2015، “لكن عيساتي كان يعرف أنه لن يتم ترحيله إلى موطنه الأصلي المغرب، لأنه كان قد وقع اتفاقا مع المخابرات”. والمثير في كل ذلك، حسب المصدر، هو أن الإمام اشتغل كمهندس في شبكات جهادية مقابل السكن ومبالغ مالية من ميزانية المخابرات.
المصدر ذاته أشار إلى إمكانية أن تكون المخابرات الإسبانية تتعامل مع “شبكة من المتعاونين المغاربة لكي يزودوها بكل المعلومات حول المتطرفين” في إسبانيا.