24 ساعة-متابعة
تستقبل مرزوكة، الواحة الصحراوية الساحرة في جنوب شرق المغرب، آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم، معلنة بداية ذروة موسمها السياحي. و تعرف مرزوكة بكثبانها الرملية الذهبية التي تلمع تحت أشعة الشمس، كما تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجذب عشاق الطبيعة والمغامرة.
يبدأ المسار السياحي إلى مرزوكة عبر طريق الرشيدية-أرفود-الريصاني، الذي يمر عبر منعرجات جبال الأطلس الكبير والوديان الخضراء، حيث تتناثر القرى التقليدية المبنية من الطين والقصبات التاريخية التي تحكي قصصًا عن تراث غني سواء كان الزائر يستقل دراجة نارية، حافلة سياحية، أو عربة رباعية الدفع، فإن الرحلة إلى مرزوكة تعد بمثابة مغامرة بحد ذاتها.
وعند الوصول، يستمتع السياح بمناظر طبيعية خلابة، بما في ذلك الكثبان الرملية الشهيرة التي تُعرف محليًا باسم “العرق”، وأشهرها “عرق الشبي”، الذي استضاف تصوير أفلام عالمية مثل “لورنس العرب” و”المومياء”.
و تقول يانغ، سائحة صينية قدمت من شنغهاي، إنها “لم تكن تتخيل أن توجد مثل هذه الجماليات في قلب الصحراء”. وأضافت: “المناظر الطبيعية هنا تبعث على التأمل والهدوء، كما أن ركوب الجمال والتزلج على الرمال من التجارب التي لا تُنسى”.
وتشتهر مرزوكة بمناخها المعتدل خلال فصل الشتاء، حيث تصل درجات الحرارة إلى 22 درجة مئوية، مما يوفر ظروفا مثالية لممارسة أنشطة متنوعة مثل التزلج على الرمال، التحليق بالمظلات، والرحلات على ظهر الجمال.
و يشهد قطاع السياحة في مرزوكة نموا ملحوظا، حيث سجلت الفنادق معدلات إشغال تصل إلى 90% خلال هذا الموسم. و في هذا السياق، يقول حسن أغداوي، المسؤول عن الحجز السياحي في فندق من فئة 4 نجوم: “نلاحظ زيادة كبيرة في عدد السياح، خاصة من الصين، الذين يستغلون عطلات رأس السنة الصينية لزيارة المغرب”.
وأشار أغداوي إلى أن استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين بكين والدار البيضاء ساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الوافدة إلى المغرب.
من جهته، أكد صادوق عبد الدايم، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بالرشيدية، أن مرزوكة استقبلت أكثر من 140 ألف سائح في يناير الماضي، مع توقعات بارتفاع هذا العدد خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل. ودعا إلى تنويع العروض السياحية وتكثيف الأنشطة لتحفيز السياح على تمديد إقامتهم.
كما أشار إلى أهمية تعزيز الحملات التسويقية الموجهة للأسواق الدولية، مؤكدًا أن مرزوكة تمتلك مؤهلات سياحية غير مستغلة بالكامل، مما يتطلب مزيدًا من الجهود في مجال الترويج والمشاركة في المعارض الدولية.
لا تقتصر شهرة مرزوكة على السياحة التقليدية، بل تعد أيضا وجهة مفضلة لمحبي الرياضات الميكانيكية والمغامرات. و استضافت مؤخرا المنطقة فعاليات “رالي باب الرايد 2025″، الذي شهد مشاركة 131 فريقا من فرنسا وإسبانيا والمغرب. و قالت المسؤولة عن الفعالية: “المشاركون انبهروا بجمال وتنوع المناظر الطبيعية في المغرب، الذي يقدم تجربة فريدة تجمع بين التحدي والمتعة”.
رغم النجاحات التي حققتها مرزوكة كوجهة سياحية، يرى الخبراء أن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية. من خلال مبادرات التواصل الفعالة، تدريب المهنيين، والمشاركة في الفعاليات الدولية، يمكن لمرزوكة أن تصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية ليس فقط في المغرب، بل في العالم بأكمله.
و بجمالها الطبيعي وتنوع أنشطتها، تثبت مرزوكة مرة أخرى أنها جنة الرمال الذهبية التي تستحق الزيارة.