24 ساعة-أسماء خيندوف
كشفت دراسة صادرة عن مركز أبحاث إسباني في برشلونة عن تحول لافت في موقف كوريا الجنوبية بشأن قضية الصحراء، بعد أن أعلنت دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة سنة 2007. ويضع هذا الموقف الجديد حدا لحياد سيول السابق، ويعكس دينامية متجددة في علاقاتها مع الرباط.
وأشار تقرير معهد تطوير المجتمعات البشرية (IDUHS)، الصادر بتاريخ 19 ماي تحت عنوان “محور الرباط-سيول: اتفاق استراتيجي جديد حول الصحراء ذو تأثير عالمي”، إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين شهد في السنوات الأخيرة زخما متصاعدا، ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز النفوذ في مناطق استراتيجية.
وأكد المركز أن إعلان كوريا الجنوبية في 9 ماي دعمها للجهود الجادة والموثوقة للمملكة في تسوية النزاع، يمثل تغيرا نوعيا في مقاربتها للقضية. كما لفت إلى أن هذا التطور لا يعكس فقط تحولا دبلوماسيا، بل يندرج في سياق أوسع لإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية بين إفريقيا وآسيا.
وأضاف التحليل أن سيول، وهي قوة اقتصادية وتكنولوجية بارزة في شرق آسيا، باتت تميل بشكل أوضح إلى رؤية الأمم المتحدة بخصوص النزاع، انسجاما مع القرار الأممي رقم 1754 الصادر في أبريل 2007، والذي يدعو إلى حل سياسي واقعي وتوافقي. وجاءت خطة الحكم الذاتي المغربية في نفس السياق، عقب أسابيع قليلة من صدور هذا القرار.
ويرى المركز الإسباني أن كوريا الجنوبية، في ظل تصاعد التنافس الدولي على القارة الإفريقية، تسعى إلى توطيد شراكات مع دول تجمع بين الاستقرار والدينامية. وتبرز المملكة، بحسب التقرير، كشريك مثالي بفضل موقعها الجغرافي، استقرارها السياسي، ودورها المحوري في إفريقيا جنوب الصحراء.
من جهة أخرى، شدد المركز على أن استبعاد جبهة البوليساريو من منتدى كوريا-إفريقيا الذي احتضنته سيول في يونيو 2024، شكل مؤشرا إضافيا على هذا التحول، وهو ما أثار انزعاج الجزائر التي تعد الداعم الإقليمي الرئيسي للجبهة.