24 ساعة-متابعة
يؤكد المغرب رغبته في تعزيز التكامل في إفريقيا، ملتزما بشكل حازم أمام تكتلات التضامن الإقليمي بتعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي في القارة، من خلال الدبلوماسية الحكيمة، حسبما تؤكد دراسة حديثة للمركز العربي الديمقراطي.
ومن خلال مساهمته في تنمية إفريقيا، يجسد المغرب رؤية جريئة واستباقية، تدافع عن مصالحه الخاصة بينما تعمل على تعزيز إفريقيا قوية ومستقلة تتحكم في مصيرها، حسبما تؤكد الدراسة التي تحمل عنوان “البعد الإفريقي في العقيدة الدبلوماسية المغربية” المنشورة. بواسطة المركز الديمقراطي العربي.
وفي الواقع، يتميز المغرب بتفرده وشخصيته الفريدة، التي يجسد هوية قوية على الساحة الدولية ويشارك بنشاط في تشكيل المستقبل العالمي. ويرتكز موقعها على ثقافة عميقة وتاريخ عريق رفعها إلى مصاف الدولة القومية ذات الخصائص الثقافية المتميزة، التي تدمج جوانبها الروحية مع الانفتاح على الفكر الحديث.
وحسب الدراسة، فإن التفاعل بين التقليد والحداثة يمثل قوة المغرب ومصداقيته، ويحدد عقيدته الدبلوماسية من خلال رؤية حكيمة وتوجه روحي. وتغرس المملكة في قراراتها روح الثقة والمصداقية والاستقرار في العلاقات الدولية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الالتزام بالبعد الإنساني وتعزيز الإنسانية كركيزة أساسية للرؤية الملكية، قد ساهم في ترسيخ انفتاح المغرب على إفريقيا. ويشكل هذا الانفتاح الآن استراتيجية رئيسية، في سياق حيث يسعى اللاعبون الاقتصاديون العالميون إلى تعزيز تحالفاتهم الإقليمية والقارية
وينبع النفوذ المتزايد للمملكة في أفريقيا أيضًا من إيمانها بشمول كل فرد واحترام كرامته من خلال التنمية والبنية التحتية وتبادل الخبرات والموارد المالية. ويترجم ذلك إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال، من خلال التضامن والقوة الناعمة، ووضع المعايير الإنسانية في قلب أولوياتها، كما توضح الدراسة.
ويؤكد التحليل أيضًا أن هذه المعايير والأسس تجسد مفهوم وجوهر الدبلوماسية الروحية، وتقدم آلية جيواستراتيجية بديلة لبناء نظام دولي عادل، وهو طموح مشترك بين جميع الدول.
علاوة على ذلك، جعل المغرب من انفتاحه على إفريقيا استراتيجية أساسية، واضعا التنمية في قلب مقاربته العالمية لوضع حد للمآسي الإنسانية التي سببها الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية المدمرة. وهو نهج يعتمد على استراتيجيات مختلفة، أهمها التنمية، التي تعتبر المحور الحيوي لدبلوماسية بديلة محورها الإنسان.
مسترشدا برؤية واقعية واستشرافية لمستقبل مشترك، عزز المغرب حضوره الروحي والاقتصادي والسياسي والأمني في القارة، مقدما أدوات الاستقرار السياسي والدعم الاقتصادي كمحرك للتنمية العالمية.
ويواصل التحليل أن هذه الاستراتيجية، التي تم تنفيذها تحت القيادة الملكية، أسفرت عن مقاربة ديناميكية وغير مسبوقة في علاقات المغرب مع القارة، تميزت بجهود إعادة الاندماج في الاتحاد الإفريقي.
ويتجلى ذلك أيضا في إعادة تقييم عميقة للجهات الجنوبية للمملكة، خاصة في ظل نهضتها التنموية المتواصلة والاعتراف الأمريكي بمغربيتها. وتعتبر هذه المناطق الآن أداة أساسية للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.
بالإضافة إلى ذلك، تتجلى هذه الرؤية الإستراتيجية من خلال تحويل الفضاء الأطلسي إلى منطقة متميزة للتعاون المتعدد الأطراف، بهدف خدمة المصالح العليا لدول إفريقيا الأطلسية.
يقوم المغرب بتجديد ساحله من خلال هيكلته كناقل للتواصل البشري، وتعزيز التكامل الاقتصادي على المستوى القاري والدولي، مع التألق على المسرح العالمي. ويتضمن هذا النهج فتح هذا الفضاء أمام الدول غير المشاطئة، وبالتالي تحفيز إمكاناتها للاندماج والنفوذ، وهي كلها سمات مميزة للدبلوماسية المغربية.
وتذكر الدراسة، بالتالي، بالزيارات الملكية الرسمية التي قام بها جلالة الملك لعدد من بلدان القارة، مما يشكل دليلا على الالتزام القوي برغبة المغرب في تحقيق شراكات متينة بهدف تنمية إفريقيا من خلال بلدانه. وهي تعود بشكل خاص إلى المبادرة الملكية لأفريقيا الأطلسية، التي تشكل جزءا كاملا من ديناميكية التكامل وتحديث البلدان.