عماد مجدوبي-الرباط
بينما تحاول الأطراف التشويش على الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الإسبانية و12 من وزرائه وعدد كبير من رجال الأعمال إلى المغرب، تخرج أصوات حكيمة لتنبه إلى ضرورة استغلال الفرصة التاريخية التي تجتازها العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط.
فرانسيسكو مرويندا، مدير صحيفة “لاراثون” الإسبانية واسعة الانتشار، نشر مقالا مطولا تحت عنوان “جارنا وحليفنا”، في إشارة إلى المغرب، عبر عن صدمته من بعض المواقف العنصرية والاستعمارية تجاه المغرب، معتبرا أن هذا الأمر هو التوصيف والتفسير الوحيد لذلك.
ويقول كاتب المقال موجها الخطاب إلى الإسبان والفرنسيين، بأن التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب هو انتهاك للقانون، مشيرا إلى أن التوسعية الماضية وحروب غزو الأوروبيين، والتي لا تزال ثابتة في العصر الحديث، لم تعد مقبولة.والغزو الروسي الأوكراني هو دليل دامغ على ذلك.
وبعد ربط الماضي بالحاضر، انتقد الكاتب الغطرسة التي يشير إليها في العلاقات مع المغرب، الذي يصفه بـ”الجار والحليف”.
ويضيف: “إنه بلد عظيم من كل النواحي، وحتى لو لم أكن أعرف كل المغاربة، لاستخدام عبارة تشرشل الشهيرة، فإن أولئك الذين أتيحت لي الفرصة لمعرفتهم تركوا دائمًا انطباعًا ممتازًا لدي. ولم يتغير ذلك حتى بعدما صرت أعرف البلد جيدا، يقول مارهويندا”.
وتابع المحلل قائلا إن التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية العميقة التي قادها الملك محمد السادس، والتي قادها والده سابقًا، لا تحظى بالتقدير الكافي. وقال إن “الحسن الثاني كان رئيس دولة عظيم كبح جماح الإسلاميين المتطرفين وتعرض لعدة محاولات اغتيال وانقلابات”.
لذلك، فالكاتب يرفص توجيه انتقادات مهينة للمغرب كتلك التي اعتاد مواطنوه استعمالها ضد نظامهم الملكي، يتحدى فرانسيسكو مارهويندا الأوروبيين على النحو التالي: “بالطبع، نحن نشكك في ديمقراطيتهم، لأننا نعتبرها أقل شأنا”.
وأضاف أن الغطرسة الأوروبية تجعلهم ينسون أنهم عاشوا لقرون في ظل أنظمة استبدادية، وأنهم تسببوا في حربين عالميتين وأن الصراعات الدينية والحروب والغزوات كانت شائعة في قارتهم منذ ألفي عام”.
يقول مستنكرا: “نحن الآن مغرورون، أغنياء، أقوياء وديمقراطيين. لهذا السبب نعطي دروسا للجميع “. ويختم الكاتب: “يجب أن نتعايش مع المغرب ونزيد كل أنواع المبادلات.
في حالتي، أعتقد أنه يتعين علينا القيام بذلك من منطلق الاقتناع والولاء والمودة تجاه بلد صديق وحليف. إنه عنصر أساسي للاستقرار في المغرب الكبير”.