الرباط-عماد مجدوبي
العاملون في شركاتها يصفونها ب”السيدة مجتهدة”، والمقربون منها يجدون فيها “طرافة مؤثرة” و”حلاوة العشرة”. في لقاءات الأعمال وفي مفاوضاتها “صرامة وجدية غير عادية”، تترك انطباع امرأة قوية في مجال الأعمال، وذات طباع امرأة جميلة وذكية في الحياة الخاصة.
هكذا يصفها مقربون ومقربات منها، ممن جاوروها أو اشتغلوا إلى جنبها. مريم بنصالح.. أول امرأة تقود الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورئيس مجموعة “والماس للمياه المعدنية”، التي تشكل واحدة من الشركات الأساسية في الهولدينغ العائلي “هولماركوم”.
كاريزما شخصية قيادية
تولت مريم بنصالح قيادة الاتحاد العام لمقاولات المغرب لولايتين ما بين 2012- و 2018، ست سنوات بصمت فيها على مسار قائدة بكاريزما عالية وحضور ومسؤولية ورؤية واضحة. قادت الاتحاد بنجاح، يعلق عدد من أعضاء الاتحاد الذين تولوا مسؤوليات خلال فترتها.

وخلال ست سنوات من قيادتها للاتحاد العام لمقاولات المغرب، زارت بنصالح 44 دولة افريقية، في إطار جولة الملك محمد السادس التي قام بها سنة 2017 إلى عدد من دول افريقية، وكانت بنصالح من المرافقين للملك في هذه الزيارات، حيث عملت على تعميق العلاقات بين هيئات المقاولين بدول أفريقيا مع الاتحاد المغربي، تحت الإشراف الملكي.
مفاوضة شرسة
في مناقشة قوانين المالية، كانت بنصالح تدافع بشراسة وصرامة عن مصالح المقاولة، لاسيما فيما يتعلق بالضرائب وتخفيف العبء الضريبي واسترجاع متأخرات الضريبة على المضافة التي على الدولة.

يشيد رجال الأعمال بقوة شخصية بنصالح في التفاوض، وقوة الاقتراح التي تميز بها الاتحاد العام لمقاولات المغرب خلال فترتها، ودفاعها الشرس عن استقلالية الاتحاد عن التوجهات الحكومية.
ومن أبرز ذلك، واقعة زيارة رجال الأعمال الأتراك إلى المغرب واللقاء مع رئيس الحكومة المغربية حينها، عبد الإله بنكيران، حيث قاطعت مريم بنصالح بصفتها رئيس للاتحاد هذا اللقاء ولم تحضر هي ولا أي من أعضاء الاتحاد.
وسجل أيضا خلال مسارها في الاتحاد ذلك الخلاف القائم بينها وبين مولاي حفيظ العلمي، سنة 2014، حين كان وزيرا للصناعة. إذ نشر الاتحاد العام لمقاولات المغرب دراسة حول التنافسية في القطاع الصناعي، قبيل تقديم مخطط التسريع الصناعي من قبل مولاي حفيظ العلمي إلى الملك.
وهو ما أثار حفيظة العلمي حيث اعتبر حينها أنه مخطط قريب أو بديل للمخطط الصناعي الذي سيقدمه مولاي حفيظ العلمي إلى الملك.
تتولى مريم بنصالح منصبا قياديا في مجموعة هولماركوم المملوكة لعائلتها، والتحقت بنصالح بالمجموعة في 1989.
وتتولى كذلك منصب الرئيس التنفيذي لشركة المياه المعدنية أولماس المدرجة في بورصة الدار البيضاء.
مناصب ومهام مهمة
شغلت مريم بنصالح العديد من المناصب والمهام، من بينها عضوية تحالف المستثمرين العالميين من أجل التنمية المستدامة، وعضوية عدد من المجالس المحلية والدولية، بما في ذلك جامعة الأخوين.
وشغلت أيضا منصب رئيسة المجلس الأورومتوسطي للوساطة والتحكيم، وعضوية مجلس أمناء جامعة الأخوين، وعضوية كل من مجلس الأعمال العربي، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومجلس رجال الأعمال المغاربة والبريطانيين، إلى جانب عضوية مجلس إدارة “Renault Group”. ترأست لجنة تدقيق الحسابات في “البنك المركزي المغربي”، وشغلت عضوية مجلس إدارة البنك ذاته.

وصنفت مجلة فوربس في كثير من المرات ضمن قوائم أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
حيث صنفتها مجلة فوربس في صدارة ترتيب النساء المغاربيات، بحلولها في المركز 16 في قائمة “فوربس2024″، لأقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، متقدمة بثلاث مراكز مقارنة مع ترتيب سنة 2023، الذي حلّت فيه المرتبة الـ 19 عربيا، والثانية مغاربيا.
كما صنفتها “مجلة فوربس الشرق الأوسط” ضمن “قائمة أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط” لعام 2023، وضمن قائمة أقوى السيدات العربيات لعامي 2018 و2017.
وهي حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال والتدبير والمالية الدولية عام 1986 من “جامعة دالاس” في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس في التدبير والمالية عام 1984 من “المدرسة العليا للتجارة” في فرنسا.
يشار إلى أن شركة والماس التي تقودها مريم بنصالح، أنشأت في سنة 1933 وتم إدراجها في بورصة الدار البيضاء في سنة 1943، وفي سنة 1971 تم الحاقها إلى مجموعة هولماركوم، وحققت والماس في سنة 2022 رقم معاملات بـ 2.19 مليار درهم بنمو نسبته 26.6 في المائة مقارنة مع سنة 2021.