ملي كانهضرو على الأمل فذاك يعني الانشغال بسؤال المستقبل، هاد المستقبل كايصنعو الشباب. وإذا الأحزاب ولات منغلقة على ذاتها وكتغيب فيها الولوجيات لإشراك الشباب فمن الطبيعي تنتشر ظاهرة النفور من السياسة، وبالتالي فالجمود السياسي اللي كيعرفو الحقل الحزبي ينعي الروح ويشمئز منه العقل.. جمود كا يخلي السياسة ما تعطيناش فرصة عادلة لتحسين أوضاعنا الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
بزاف ديال المفاهيم السياسية الجوفاء والعقليات الحزبية الرعناء مازال كتحاصر المغربيات والمغاربة اللي تولدو في عقد التسعينات من القرن الماضي، في حين أن هاد الجيل الشبابي اللي ليوم كايحلم يعيش طرونكيل، صالير مزيان وحديدة واعرة… إلخ. جيل باغي يحقق أحلامو ويشوف التغيير بعيدا عن لغة السياسة المتجاوزة اللي ما عطاتوش جواب على سؤال الحل؟!. جيل من الشباب كايبحث على سبيل الخلاص من مشاكيل فيها اللي خصوصي مرتبط بذات الشاب أو الشابة؛ وفيها اللي مشترك بيناتهم جميعا والحلم المشترك كان وما زال الوصول إلى وطن يضم الجميع ويحب الجميع، وطن يستفيد من الجميع ويستفيد منه الجميع، بقواعد وأسس يحترمها الجميع وتحترم الجميع.
من أجل هذا الحلم المشترك خاصنا قدر كبير من الأمل المشترك والعمل الجماعي الفعال، حيثْ الأمل هو اللي كايخلّي الإنسان قادر يشغل لعقل ديالو وكذلك العمل هو اللي ممكن يوصلنا لتحقيق الحلم ويولي واقع. والجميل أن القدرة على الحلم هي قدرة على الحياة ولازم تستمر في دواخلنا حتا لو نواجهو الظروف الذاتية والموضوعية اللي ماشي في صالحنا؛ لأن الإنسان كيف ما خلقو الله تعالى وعطاه نعم كثيرة باش يمكن ليه يسير راسو في هاد الحياة، عطاه أيضا حق أوسع هو حق التصرف في هاد النعم وكلشي كيعتمد على حق الاختيار يعني حقك في أنك تختار مصيرك وسبيل حياتك. أما نبقاو جالسين عاطينها لسحيق الناب والتنابز بالألقاب والعدمية والتشكيك في انتظار الذي قد يأتي وقد لا يأتي.. في انتظار الهوتة الباردة؟! وهنا يمكن لينا نقولو بلي الوهم والتوهم والتمني والتسويف هي من أخطر الأمراض الداخلية اللي غادة تخلينا غارقين في تخلفنا عن ركب التطور. راه الشباب خاصو يولي قادر على المبادرة المثمرة ويساهم في صنع مصيرو بإيدو، وهاد البلدان اللي كانقولو زادت للقدام.. هاد البلدان تطورات حيث بناتها وولادها ناضو بناو بلادهم بسياسة الأمل مع العمل، ومشوار التغيير المصلح كيبدا من رغبة الفرد في إصلاح ذاتي طوعي أولا، ثم كيجي تشكل الوعي الجمعي بضرورة إصلاح الذات المشتركة.
مستقبل الشباب بين يديه، وإذا بغينا نعيشو بخير راه لازم من التعلم والعمل مع الإاتماد على النفس والدفاع المتضامن على حقوقنا والالتزام الطوعي بواجبات الوطنية الحقة والمواطنة النافع؛. لأن الخطر الحقيقي هو أننا نستسلمو للإحباط والفشل ونعيشو وسط دوامة لعن وسب الواقع، الخطر هو سوء الفهم وسوء الظن والاعتقاد بأن العدمية واللامبالاة علاج، في حين أنها مجرد ردود أفعال غير صلبة وسرعان مايزول آثر مفعولها لنصطدم بما نجنيه على أنفسنا ومن سيأتي بعدنا من ويلات!
عبد المجيد مومر الزيراوي