24 ساعة-متابعة
كشف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، خلال جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، مساء أمس الثلاثاء 4 يونيو الجاري، أن المملكة تستعد لرفع إنتاجها من السيارات الكهربائية بنسبة 53% مع نهاية سنة 2025، ليبلغ 107 آلاف مركبة، في خطوة تهدف إلى تنويع الأسواق التصديرية وتقليص الاعتماد على الاتحاد الأوروبي، الذي يشهد تراجعا متواصلا في الطلب.
وأوضح الوزير، أن القدرة الإنتاجية الإجمالية لصناعة السيارات في المغرب تبلغ حاليا 700 ألف وحدة، ويتوقع أن ترتفع إلى مليون مركبة بحلول نهاية السنة المقبلة، مع الحفاظ على الاتحاد الأوروبي كوجهة رئيسية للصادرات، إلى جانب التوسع في أسواق جديدة.
ويعتبر قطاع صناعة السيارات من بين أبرز المحركات الاقتصادية في المملكة، حيث يضم منظومة صناعية متكاملة يقودها عملاقان هما “رينو” و”ستيلانتيس”، ويدعمها أكثر من 260 شركة، تشغل ما يزيد عن 230 ألف عامل.
ورغم هذه الدينامية، فقد سجلت صادرات السيارات المغربية تراجعا بنسبة 7% خلال الأربعة أشهر الأولى من 2025، لتستقر عند 49 مليار درهم (حوالي 5.3 مليار دولار)، بحسب بيانات صادرة عن مكتب الصرف. وقد ساهم هذا التراجع بدوره في ارتفاع العجز التجاري بنسبة 22.8% ليصل إلى 108.9 مليار درهم.
وفي هذا السياق، وصف رياض مزور هذا التراجع بـ”الظرفي”، مشددا على أن الحكومة أطلقت استراتيجية جديدة للحد من الاعتماد على السوق الأوروبية، التي “لم تعد تشهد طلبا قويا”.
وكشف المسؤول الحكومي، في هذا الصدد أن المغرب يصدر حاليا سياراته إلى نحو 70 دولة، ويستعد لتوسيع قائمة الأسواق المستهدفة لتشمل 30 دولة إضافية.
ويأتي هذا التحول في وقت تظهر فيه الإحصائيات الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) انخفاضا في مبيعات السيارات العاملة بالوقود التقليدي، مقابل ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية التي بلغت 15.2% من إجمالي المبيعات الأوروبية خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ12% في نفس الفترة من السنة الماضية.
ويعزز هذا التوجه العالمي مكانة المغرب كمنصة صناعية إقليمية للسيارات الكهربائية، خاصة مع انخراطه في مشاريع استراتيجية لتوطين صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
وتسعى المملكة إلى أن تكون من بين خمس دول في العالم تتوفر على سلسلة إنتاج متكاملة لهذه البطاريات، مع بلوغ نسبة الإدماج المحلي 70%.
وفي هذا السياق، نجح المغرب في استقطاب استثمارات صينية ضخمة لتشييد مصانع مخصصة لإنتاج مكونات البطاريات، من أبرزها مشروع مصنع شركة “كوبكو”، المشترك بين صندوق “المدى” المغربي ومجموعة “CNGR” الصينية، والذي يرتقب أن يبدأ تشغيله في يونيو المقبل.
ويمثل هذا التطور قفزة نوعية في استعداد المغرب المبكر لمتغيرات الصناعة العالمية، ويؤكد طموحه في ترسيخ مكانته كمركز محوري لإنتاج السيارات الكهربائية والبطاريات، واستغلال الفرص الواعدة التي تتيحها التحولات نحو الاقتصاد الأخضر.