حوراء استيتو – الرباط
اتّهمت مصادر مطلعة، مسؤولين نافذين بالتواطؤ مع عصابة إجرامية متخصصة في التنقيب عن الكنوز، قامت بتخريب مواقع تاريخية تعود للفترة الموحدية كـ’دار أم السلطان’ و ‘قنطرة الفلوس’، الشبيهة في معمارها بصومعة حسان بالرباط، و بصومعة جامع الكتبية بمراكش.
و أشارت نفس المصادر في حديث مع جريدة ’24 ساعة’ إلى أن العصابة المخربة تتكون من عدد من المغاربة من بينهم مسؤولون و منتخبون محليون، بجماعة آيت سيبرن (اقليم الخميسات)، فضلا عن مواطن سوري يمتلك معدات متخصصة لحفر الآبار .
و أردفت المصادر التي فضلت عدم ذكر إسمها، أن العديد من السكان يؤكدون على أن هذه الأعمال التخريبية تمر أمام أعين السلطات دون أن تحرك ساكنا، و بالتالي فهي أيضا متواطئة في ذلك، مشيرة إلى أن ساكنة المنطقة ظلت بلا حول ولا قوة بحكم أن المتورطين في العملية هم أناس نافذون يباشرون عمليات الحفر ليلا منذ أزيد من شهرين.
و في تعليق على الموضوع أوضح الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث يوسف بوكبوط في تصريح ل’24ساعة ‘ أن القنطرة المذكورة اسمها الحقيقي هو قنطرة ‘الفلُّوس’ (بمعنى الكتكوت) و ليس الفلوس (بمعنى النقود)، و هو ما دفع المخربين إلى التنقيب عن الكنوز بهذا الموقع الأثري، كما أنهم يعتقدون أن ديكورا كليغرافيا يوجد على القنطرة به ‘بركة محمد’ .
واعتبر يوسف بوكبوط أن هذا التخريب يطمس الهوية المغربية، كما أن هذه القنطرة لا تقدر بثمن لأنها معلمة تاريخية لا يمكن تقييمها و لو بملايير الدولارات، و بالتالي فبمجرد تخريبها فذلك يؤدي إلى التنقيص من الهوية و التاريخ و السياحة التي يمكن أن تجلبها المنطقة .
و حول الإجراءات التي قام بها في هذا الصدد قال بوكبوط، إنه وجه شخصيا مراسلة لوزارة الثقافة و قدم لها تقريرا مفصلا في الموضوع قبل أن تقوم بالتواصل مع عامل اقليم الخميسات الذي تواصل بدوره مع مديرية الدرك الملكي بالمنطقة لكن دون نتيجة.