24 ساعة _ متابعة
شطحات واستفزازات متتالية يحاول من خلالها حزب “فوكس” اليميني المتطرف، صب الزيت على نار الأزمة السياسية والدبلوماسية المغربية الإسبانية، وتأجيجها، آخرها الخطوة الاستفزازية الجديدة، التي يطالب فيها سانتياغو أباسكال، الحكومة بتعليق كل تعاون إنمائي مع المغرب لحين حل الأزمة.
جاء ذلك ضمن اقتراح تم تقديمه من قِبل الحزب، أخيراً، في مجلس النواب للمناقشة في اللجنة الخارجية، وذلك على خلفية لجوء المهاجرين المغاربة والأفارقة إلى جيب سبتة المحتلة، واستثناء المغرب للموانئ الإسبانية من عملية “مرحبا 2021″، المخصصة لعبور الجالية المغربية خلال الموسم الجاري.
ويراهن سانتياغو أباسكال، زعيم حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف المعادي للعرب والمسلمين، على أن تعلق الحكومة التعاون الدولي من أجل التنمية، بما في ذلك تعليق جميع أشكال التعاون التقني والاقتصادي والمالي والتعليمي، طالما لم يتم إعادة العلاقات الدبلوماسية والامتثال للمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بمسائل الهجرة.
ومن زاوية نظره يرى “فوكس”، أنّ تدفق المهاجرين إلى جيب سبتة يومي 17 و18 ماي، وانسحاب السفيرة المغربية، كريمة بنيعيش من مدريد يمثلان تصعيدا غير مسبوق منذ حادثة جزيرة ليلى، بالإضافة إلى ذلك، وبينما كانت الأحداث تجري في سبتة، أعلنت الحكومة الإسبانية دفع 30 مليون يورو للمغرب مقابل احتواء غزو الهجرة”، على حد قوله.
وأكد الحزب ذاته، أنه بالنظر إلى “الخطورة الشديدة” لهذه الأحداث، فيجب أن يكون هناك “رد حازم” من إسبانيا، مُحذرا من أن “الطريقة الحالية لإدارة هذه الأزمة، بالابتزاز وإنفاق 30 مليون يورو، ستؤدي إلى النتائج المتوقعة ومن المرجح أن الاستجابة الفاترة ستشجع المغرب على المضي قدماً إلى مزيد من التصعيد في المستقبل”.
وشدّد المصدر ذاته، على أن “القرار القوي والإجراءات الملموسة ضرورية للرد على هذا العمل العدائي” حيث يلتزم الحزب بـ”الواقعية والتعبير عن استجابة مناسبة للأنشطة العدائية” من قبل المغرب، مُشيرا إلى أنه “لا يمكن لإسبانيا أن تنسى أو تستهين بالروابط القوية للمغرب مع بعض شركائنا وحلفائنا مثل الولايات المتحدة وفرنسا”.
وأضاف رفاق أباسكال، أنه يمكن لإسبانيا أن توظف ورقة التعاون الإنمائي الدولي، الذي هو جزء من العمل الخارجي للدولة، كأداة ضغط على الحكومة المغربية، وأنه “ليس من المنطقي أن نحافظ على نقل الموارد والمساعدات الفنية إلى بلد ما، يمارس أعمال عدائية ضد سيادتنا ومواطنينا وأرضنا، بينما تتخلى عن المفاوضات الدبلوماسية”.
وأشار الحزب لإسباني اليميني المتطرف المعادي للعرب والمسلمين، إلى أن “هذا الرد، المضاف وبالتنسيق مع التدابير الحازمة الأخرى من العمل الخارجي، من شأنه أن يسهم في تعزيز الموقف الإسباني، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن سيادة وسلامة البلد”