24 ساعة-متابعة
خرجت جموع غفيرة من المواطنات والمواطنين إلى شوارع العاصمة الرباط، صباح اليوم الأحد 6 أبريل الجاري، استجابة لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وذلك في إطار مسيرة وطنية حاشدة للتعبير عن الغضب الشعبي العارم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وتهجير وتجويع، ولا سيما في قطاع غزة الذي ما يزال يعيش على وقع عدوان صهيوني دموي متواصل منذ أكثر من شهر.
وجاءت هذه المسيرة أيضا للتأكيد على رفض المغاربة القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، واحتجاجا على استمرار العلاقات الرسمية معه رغم فظاعة الجرائم التي يرتكبها في حق الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أكد محمد الغفري، المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في تصريحه لـ”24 ساعة”، أن هذه المسيرة تحمل ثلاث رسائل أساسية، أولها إدانة الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في حق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس، دون مراعاة لأي اتفاقيات لوقف إطلاق النار أو مبادرات إنسانية لإدخال المساعدات أو تبادل الأسرى أو حتى إعادة الإعمار.
أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى كل الأنظمة السياسية في العالم، حيث شدد الغفري على أن أي نظام ما زال يحتفظ بعلاقة مع هذا الكيان المجرم هو شريك مباشر في هذه الجرائم ضد الإنسانية، مشددا على أن الشعب المغربي يرفض هذه العلاقات رفضا قاطعا، ويدين كل من يسهم في استمرارها.
وتمثلت الرسالة الثالثة في رفض واضح للتطبيع المغربي الصهيوني، وفي التنديد بما وصفه بـ”التغول الصهيوني في البلاد”، مشيرا إلى أن بعض المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان باتت اليوم توجه اتهامات باطلة للمسيرات الشعبية، معتبرة إياها عائقا أمام السياحة الوطنية، رغم أن الأرقام الرسمية تؤكد أن القطاع السياحي يشهد نموا غير مسبوق، وهو ما يجعل هذه الادعاءات في خدمة المشروع الصهيوني والصهاينة.
وفي خضم حديثه، لم يفت الغفري أن يوجه التحية للمهندسة المغربية نهال أبو السعد، التي قال إنها أصبحت رمزا وطنيا بعدما فضحت تعاون شركة “مايكروسوفت” مع جهات داعمة للعدوان على غزة، معتبرا أن ما قامت به يعكس الوعي الكبير الذي يحمله الشباب المغربي، والقدرة على مواجهة التغول الصهيوني حتى من داخل المؤسسات الدولية الكبرى.
وأضاف المتحدث، المسيرة اليوم تتميز بروح عالية من الانضباط والمسؤولية، حيث جابت الحشود شوارع الرباط رافعة الأعلام الفلسطينية واللافتات الرافضة للتطبيع، مرددة شعارات منددة بالعدوان الصهيوني، ومؤكدة على الدعم الثابت واللامشروط للقضية الفلسطينية.
وأشار محمد الغفري، إلى أن هذه المسيرة تشكل تعبيرا واضحا عن الموقف الشعبي المغربي الثابت تجاه فلسطين، وجددت التأكيد على أن الشعب المغربي، بكل مكوناته، يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والدمار، رافضا التطبيع بكل أشكاله، ومطالبا بوقف كل العلاقات مع الكيان المحتل، والتصدي لمحاولات اختراقه للمجتمع المغربي من أي بوابة كانت.