الرباط-قمر خائف الله
على عكس بلدان عدة، تعتبر السياحة في المغرب من أكثر القطاعات نشاطا ورواجا، وهذا راجع إلى كون بعض الدول تتشابه طقوسها وأجوائها، والبعض الآخر يقع في ركن التميز لن تتحسس جماله الحقيقي إن لم تطأ قدماك أرضه تماما كالمملكة المغربية التي تلهم مرتاديها بكل تفاصيلها جغرافية كانت أو مناخية أو تراثية.
وتعتبر السياحة في المغرب قطاع متحرك يعرف توافد أرقام هائلة من السياح كل سنة، وهذا الأمر راجع لاهتمام الدولة بالقطاع، مع توفر نقط جذب عديدة في المغرب كالمناخ، والتنوع الجغرافي، دون أن ننسى ثقافة وتراث المملكة الذي يترسخ في ذهن كل زائر وتجعل من تجربة سفره اكتشافاً ليس فقط لمنظر بل لتراث غني وفريد.
وتحولت مجموعة من المدن المغربية خلال فصل الصيف الحالي إلى وجهات جاذبة لمشاهير العالم من مختلف الجنسيات، لا سيما مدينة مراكش التي استقبلت العديد من نجوم كرة القدم والفن والسياسة والأثرياء في الأسابيع الماضية، حيث كشفت أرقام حديثة صادرة عن المرصد السياحي المغربي عن استمرار استئثار مدينة مراكش بالقسط الأكبر من كعكة السياحة الأجنبية، لتحافظ المدينة المعروفة بعاصمة النخيل على مركز الصدارة بالنسبة للوجهات السياحية المغربية.
وتعرف المدينة الحمراء في السنوات الست الأخيرة ارتفاعا متزايدا في حجم الوافدين عليها، أكثر بكثير من باقي المدن الأخرى، وصنفت خلال سنة 2015 أول وجهة سياحية جديدة في العالم وفقا لموقع “تريب ادفايزر” العالمي المتخصص في الأسفار.
ويعزى إقبال السياح على عاصمة النخيل مراكش، كونها تثير إعجاب مشاهير الفن والكرة والغناء والسياسة، نظراً لخصوصيتها المناخية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب الطاقة الاستيعابية المهمة للفنادق.
إضافة إلى هذا، هناك عوامل أخرى تجعل من مدينة مراكش، وجهة سياحية عالية، بسبب بنياتها التحتية العالمية، حيث توجد بها أغلى الفنادق بالعالم، وكذا أغلى ماركات اللباس، ما يجعلها تتوفر على أماكن الترفيه بالنسبة إلى السياح.
إلى جانب هذا يشجع الأمن والاستقرار بالمدينة الحمراء على غرار باقي مدن المغرب، السياح الأجانب على القدوم إلى المملكة، لا سيما خلال هذه الفترة السنوية، أضافة إلى أن علاقة المغرب بالمشاهير قديمة، وليست وليدة اليوم، حيث تزيد زيارة النجوم العالميين للمغرب من إشعاعه السياحي، استحضارا لعدد متابعيهم الذين يصلون إلى الملايين، الأن هؤلاء النجوم يجسدون أهداف التسويق المؤثر.
ورغم الركود الذي لحق مدينة مراكش التي تحمل أكثر من لقب من قبيل المدينة الحمراء وعاصمة النخيل أو مدينة البهجة، طيلة الثلاث سنوات الماضية بسبب تأثر نشاط القطاع السياحي الذي يشكل أحد أعمدت اقتصادها، بتداعيات فيروس كورونا، إلا أنه وبمجرد أن بدأت بتحريك عجلتها حتى تقاطرة عليها ألمع نجوم العالم من مختلف الجنسيات.
وخلال أيام قليلة، رصد عدسات الكاميرا منتصف الأسبوع الجاري زيارة الرئيس الإسباني بيذرو سانشيز، أثناء تجوله في مدينة مراكش المغربية رفقة عائلته، بالضبط في الساحة الشهيرة جامع لفنا.
ولقيت هذه الزيارة الخاصة لبيذرو سانشيز وعائلته إهتماما إعلاميا دوليا كبيراً، خصوصا الإعلام الإسباني الذي شكل له إختيار رئيس الحكومة الإسبانية المملكة المغربية لقضاء أجازته في هدوء وراحة رفقة عائلتة، مادة دسمة تبنتها مختلف القنوات التلفزيونية والصحف الورقية والإلكترونية الإسبانية.
إلى جانب هذا زار رئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون شهر يونيو الماضي من السنة الجارية مدينة النخيل مراكش، حيث قام بزيارة إلى الساحة الشهيرة جامع لفنا، وتجول كلينتون في الساحة المذكورة ومنطقة السمارين المزدحمة التي تعرض فيها الأطعمة والمنتجات المغربية التقليدية، كما شوهد بيل كلينتون بجانب مروضي الأفاعي، والتقط صورا مع عدد من المواطنين المغاربة.
إضافة إلى هذا توافد نجوم آخرين من مختلف الجنسيات بداية من فصل الصيف الحالي، من بينهم اللاعب الدولي الفرنسي في فريق باريس سان جيرمان لكرة القدم، كيليان مبابي لقضاء عطلته الصيفية في مدينة مراكش، حيث دأب على زيارة هذه المدينة الساحرة إما بمفرده أو بدعوة من صديقه المقرب النجم المغربي أشرف حكيمي.
كما حل بمدينة مراكش نجوم آخرون في عالم “الساحرة المستديرة”؛ أبرزهم وإدواردو كامافينغا، لاعب ريال مدريد الإسباني، ونغولو كانتي، لاعب تشيلسي الإنجليزي، ورياض محرز، لاعب مانشيستر سيتي الإنجليزي، إلى جانب أسود الأطلس، على رأسهم الإخوان أمرابط، حكيم زياش، نايف أكرد وصديقه سعيد بن رحمة، لاعب ويستهام يونايتد الإنجليزي، وغيرهم الكثير..
واستقبلت المدينة المغربية نجوما آخرين من عالم الفن والإعلام؛ بينهم الفنانة والمغنية الأمريكية لوسي هيل، وعارضة الأزياء الأمريكية كلوي غرايس، والإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري، ونجمة “هوليود” راشيل زيغلر، والمغنية العالمية دواليبا.
كل هذا التقاطر على مدينة البهجة ليس وليد اللحظة بل يعود إلى سنوات طويلة بفضل تاريخها الغني بالثقافة، حيث اشتهرت بسحرها ورومانسيتها، ومرآة المملكة المغربية في السياحة، وملاذ الأغنياء لقضاء إجازاتهم وعطلهم الموسمية أو الاحتفال بمناسباتهم الخاصة.
ويعتبر توافد السياح المشاهير على المدينة الحمراء من أجل قضاء العطلة الصيفية، والذين يتابعهم الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، عاملا أساسيا لترويج السياحة بالمملكة المغربية عموما وللمدينة الحمراء بشكل خاص، ومحفزا لجذب مزيد من الزوار من مختلف بقاع العالم
وتتعدد العوامل التي تدفع نجوم العالم لزيارة عاصمة “النخيل”، ومن أبرزها طقسها المعتدل واحتضانها لمنشآت فندقية بمواصفات عالمية، وكذلك طابع معمارها الأندلسي المغربي التقليدي، إلى جانب استقبال المشاهير من أصول مغربية للنجوم العالميين بحكم علاقات الصداقة التي تجمع بينهم.
وتضم المدينة مجموعة من الأماكن السياحية الشهيرة على المستوى العالمي والتي يقصدها الزوار من مختلف دول العالم، من أبرزها ساحة جامع الفنا وحدائق مجاوريل ومسجد الكتبية وقصر البديع وغيرها.