24 ساعة-متابعة
بعد أن طال انتظاره، بدأ النفق بين المغرب وإسبانيا في التبلور لاستضافة كأس العالم 2030. لذا فإن البلدين، ملتزمين بوضع مشروع كبير الحجم على المسار الصحيح، يعملان جاهدين لتلبية احتياجات المسافرين. ومع ذلك. ووفقا لأحدث البيانات التي كشفت عنها الصحافة الإسبانية، فإن الممر تحت الأرض المخطط له سيكون مخصصا حصريا للقطارات، مما يسمح بنقل السيارات والشاحنات عبر القطارات المكوكية.
وفي مارس الماضي، زار أوسكار بوينتي، وزير الدولة الإسباني للنقل، المغرب لبحث الربط الثابت بين البلدين عبر مضيق جبل طارق. وباعتبارها استراتيجية. سيتم بحث هذه المبادرة في الاجتماع المقبل للجنة المشتركة الإسبانية المغربية.
وشاطر بوينتي حماس الشركات الإسبانية للمساهمة في تطوير البنية التحتية للنقل في المغرب. وخاصة بناء نفق يربط بين البلدين. وسلط اللقاء الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمشروع الربط الثابت. الذي يتواصل العمل فيه بشكل نشط. كما أكد بوينتي أنه “سيتم قريبا تحديد موعد انعقاد الاجتماع الـ44 للجنة المشتركة الإسبانية المغربية. من أجل مواصلة تطوير وتحديد المشروع، مع بلورة خطة تواصل مشتركة بين البلدين”.
وبحسب الدراسات الأولية، سيتكون النفق، المخطط إنشاؤه بين عامي 2030 و2040، من ثلاثة أنفاق مترابطة. مع ممرات عرضية تتباعد عن بعضها البعض بمقدار 340 مترًا. إن التحديات التقنية التي يواجهها مضيق جبل طارق. مثل العمق والتيارات المحيطية والجيولوجيا المعقدة، تتطلب تخطيطًا دقيقًا. الخيار الذي تم اختياره، “Seuil du Strait أو Seuil de Camarinal”، هو الطريق الأكثر ضحالة والوحيد الممكن للنفق.
وسيتم تنفيذ المشروع على مرحلتين: الأولى بنفق للسكك الحديدية أحادي الأنبوب لقطارات الركاب والبضائع، ثم بنفقين أحاديي الاتجاه. وستعمل القطارات بسرعة قصوى تبلغ 120 كم/ساعة، مما يقلل وقت السفر بين المحطتين إلى حوالي 30 ثانية.
وفي عام 2018، أكدت دراسة أجرتها جامعة زيورخ بالتعاون مع شركة هيرينكنشت، أكبر شركة مصنعة لآلات حفر الأنفاق في العالم، جدوى المشروع. ويشكل مضيق جبل طارق نقطة استراتيجية للتجارة العالمية، ويتطلب تنسيقا دوليا لضمان أمنه وكفاءته.
ومن شأن بناء النفق أن يسهل ربط شبكة السكك الحديدية المغربية بأوروبا، مما يسمح بدمجها في الشبكات الأوروبية عالية السرعة. ومن شأن هذا الارتباط أن يحسن التجارة الثنائية، ويحفز التنمية الاقتصادية في كلا المنطقتين.