24 ساعة ـ متابعة
أكدت مشيخة الطريقة التجانية بالمملكة المغربية أن كل ما هو من قبيل المشاحة حول مكان مولد أو مدفن الشيخ مولاي أحمد التجاني، مؤسس الطريقة التجانية، في وقتنا هو من باب تهارش أهل الدنيا على دنياهم.
وأوضح بيان لمشيخة الطريقة التجانية بالمملكة المغربية أن ” تاریخ جدنا الشیخ مولانا أحمد التجاني رضي الله عنه تاریخ معروف، كتبه الله له، وكل ما هو من قبيل المشاحة حول مكان المولد أو المدفن في وقتنا هو من باب تهارش أهل الدنيا على دنياهم “، مؤكدا أن ” العبرة هي بجواهر کمال طريقته التي لا تحدها الأمكنة والأزمان، ووصاياه النيرة لا تخفى عن أتباعه فهي دعوته التي لا تعرف الحدود “.
وأضاف أن الطريقة التجانية ما انتشرت في أطراف الدنيا إلا لما ارتبط بتعاليمها وبأهلها من الفضائل، مشددا على أن الحرص على عهدها أمانة في عنق كل المنتسبين في بلدان المغارب والمشارق، وفي مختلف القارات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن النسب إلى الشيخ مولاي أحمد التجاني رضي الله عنه، نسبان، طيني وروحي؛ مبرزا أن النسب الطيني هو نسب أولاده ثم أحفاده أينما كانوا، وهم متساوون، لا يتفاضلون كغيرهم من المؤمنين إلا بالتقوى، (…) ومن ثمة فهؤلاء الأحفاد لا يتفاوتون إلا في الشعور بعظم مسؤولية الوفاء لعهد المؤسس.
أما النسب الروحي، يضيف البيان، فيتجلى في أنهم مطوقون بواجب الحرص على أن يكونوا عند حسن ظن المنتسبين الذين يحبون أن ينظروا إليهم على سبيل القدوة الأخلاقية والتبرك الروحي، وإن كان المنتسبون إنما ينتفعون بالعلاقة الروحية المباشرة بالشيخ، التي تغذيها الأوراد والأذكار من جهة، ويحققها ما تتصرف فيه من سلوك التقوى من جهة أخرى.
ودعا البيان أحفاد الشيخ مولاي أحمد التجاني لحفظ عهده ” بوعظ أنفسنا ونصح الناس بروح الطريقة في عمل الخير وطلب الفضل، لاسيما في هذا العصر، بعيدا عن الوقوع في حبائل الشيطان “، مبرزا أن ” من حبائل الشيطان شباك أهل الأهواء من المبتلين بنوازع الخلاف “.
كما دعا مشايخ الطريقة التجانية ومقدميها وعموم سائر أتباع الطريقة في سائر البلدان، ” أن يداوموا على تجديد العهد بالنية الصادقة، وأن يظلوا في هذه الطريق متمسكين بمنهاجها القويم الذي أسسها عليه جدنا ومولانا الشيخ سيدي أحمد التجاني، رضي عنه ، معتبرا أن ” جوهر هذا المنهاج هو محاسبة النفس أولا، ثم دعوة الناس إلى طلب مرضاة الله تعالى في ما أمر به، مما أنزله في كتابه وبلغه رسوله المصطفى الكريم(…) منهاج لا تبديل فيه ولا تغيير دأب عليه المنتسبون في كل زمان ومكان، وهو منهاج الإيمان الثابت في قلوب مفعمة بمحبة الله تعالى والعمل الصالح الذي ينفع صاحبه وينفع الناس، هذا ما فهمه التجانيون الأولون الذين أخذوا مباشرة عن الشيخ رضي الله عنه، وهذا ما دأب عليه التجانيون في الأجيال المتوالية”.
وخلص الى أن استمرار انتشار الخير في صفوف الطريقة وانتفاع الناس بها يتوقف على التمسك بهذا المنهاج، لاسيما في هذا الوقت الذي كثرت فيه المغريات والفتن وأنواع التلبيس.