عظمت المصيبة وعجزت العبارة .. ها نحن اليوم نغالب الدموع لنقول بعض الكلمات التي تعجز أن تعبر عما يستحق سي محمد نجيب الحجام الهرم الكبير في هذا الوطن، الزاهد فيما عرض عليه، المتشبث بما أحبه في هذه المدينة وهذا الوطن حد الفناء …
سي محمد نجيب الحجام اعذرنا أننا خضعنا لما قلت يوما أنه ديكتاتورية الجغرافيا ، فلم ننصفك ولم نوفيك حقك ، ولم نشعر إلا وانت تغادرنا بهذه الطريقة، وتضعنا أمام ورطة تقبل رحيلك الموجع المفجع.
عشت شامخا كجبال الأطلس التي كنت منذ الصبا تقارع قممها بأحلامك ، وكما شلالات عين أسردون التي أحيت الأرض الميتة وجعلت بني ملال جوهرة خضراء كان عطاؤك وكانت ملفات تادلة وكان الحجام رمزا للمدينة التي اختارها حبا وطواعية ، عطاء وحياة وموت لهذه البلاد وترجلت شامخا على درب العظماء.
سي محمد نجيب الحجام المدرسة التي علمت المئات معنى أن تقبض على الجمر وتعيش بأنفة ونخوة وشرف ، المدرسة الجامعة المانعة في بلاط صاحبة الجلالة، فكانت نفسه أغلى وآخر ما يجود به في سبيل هذه المهنة وهو يسافر لأداء مهام تمثيل الصحافة الجهوية في المجلس الوطني للصحافة… وأنعم به من شرف الموت واقفا كما عشت بشرف شامخا …
سي محمد نجيب الحجام الذي ولد مناضلا وعاش مناضلا ومات مناضلا سلاحه الكلمة مهما كلفته ..فهل يطفئ ماء المدامع لهيب الرحيل الموجع يا صديقي ؟
وهل كلمات نعي كافية لتطرد من القلوب لوعة الرحيل المفاجئ… يا صديقي كيف تترجل عن صهوة النضال دون وداع..
ياصديقي لهفي عليك والفجيعة ….
فخورون نحن أن كنت لنا أستاذا ، فخورون نحن أن جالسناك وعاشرناك…فخورون بك ..
فاعذر تقصيرنا …
عظمت المصيبة وضاقت العبارة …
عظمت المصيبة وعجزت العبارة…
لم نوفك حقك حيا بيننا ..ولن ينفعنا الندم بعد أن غادرتنا…
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون ..إلى رحمة الله وعفوه سي محمد نجيب الحجام وإلى جنات الخلد .
وإنا لله وإنا إليه راجعون