إعداد-زينب لوطفي
الرياضيون المغاربة ليسوا مجرد أبطال في ميادينهم، بل هم رموز للعزيمة والإرادة التي تعكس قيم الانضباط، الصبر، والعمل الجاد.
في رمضان، حيث تتعزز الروح الإنسانية والتضامن، نلتقي مع هؤلاء الأبطال الذين استطاعوا أن يصبحوا قدوة للأجيال الجديدة، محققين إنجازات عظيمة على المستويين الوطني والدولي.
كل حلقة من هذه السلسلة ستأخذنا في رحلة عبر مسيرة أحد الرياضيين المغاربة، نستعرض خلالها أبرز محطات حياته المهنية والشخصية، وكيف تحدى الصعاب ليصل إلى القمة.
إن قصصهم تحمل في طياتها دروسًا في القوة الداخلية والتفاني في العمل، مما يجعلها مصدر إلهام لكل متابع.
انضموا إلينا في هذه الرحلة الرمضانية المميزة عبر جريدة “24 ساعة” الإلكترونية، وتعرفوا على أبطال المغرب الذين رفعوا اسم بلدهم عاليًا في مختلف المحافل الرياضية.
الحلقة الثامنة والعشرون
مصطفى الحداوي واحد من أبرز الأسماء التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم المغربية. وُلد في 28 يوليو 1961 بمدينة الدار البيضاء، وترعرع بين أزقة العاصمة الاقتصادية، حيث بدأ شغفه بكرة القدم يظهر منذ سن مبكرة، قبل أن يفرض نفسه كأحد أعمدة الكرة المغربية في الثمانينيات والتسعينيات.
بدأ الحداوي مسيرته الكروية مع نادي الرجاء الرياضي، قبل أن يشد الرحال إلى أوروبا، حيث لعب في عدة أندية فرنسية، أبرزها نادي سانت إتيان ونيس ولينس، وأثبت نفسه كواحد من أبرز المحترفين المغاربة في ذلك الوقت، حيث كان يتمتع الحداوي بمهارات استثنائية في خط الوسط، بفضل دقته في التمرير، ورؤيته الثاقبة للملعب، ما جعله عنصراً لا غنى عنه في الأندية التي حمل قميصها.
على الصعيد الدولي، كان الحداوي أحد الركائز الأساسية للمنتخب المغربي، تألق في مونديال 1986 بالمكسيك، حيث ساهم في الإنجاز التاريخي بوصول “أسود الأطلس” إلى دور ثمن النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز. واصل مسيرته مع المنتخب حتى قاد كتيبة الأسود في مونديال 1994 بالولايات المتحدة، ليصبح أحد القلائل الذين شاركوا في نسختين من كأس العالم.
لم يبتعد مصطفى الحداوي عن كرة القدم بعد اعتزاله، حيث دخل عالم التدريب والإدارة الرياضية، واهتم بتطوير المواهب المغربية، كما شغل منصب رئيس جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين بالمغرب، وساهم في الدفاع عن حقوق اللاعبين وضمان مستقبل أفضل لهم.
مصطفى الحداوي ليس مجرد لاعب سابق، بل هو رمز لكرة القدم المغربية، ومرجع للأجيال الصاعدة، لم يكن فقط قائداً على أرض الملعب، بل مثالاً يُحتذى به في الالتزام والروح الرياضية.