مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود
إلى سلطات و منتخبي و شيوخ و أعيان مدينة السمارة و قواها المدنية: رجاء بادروا إلى إحياء موسم الشيخ سيدأحمد الرقيبي.
يا أهل مدينة الأولياء و الشهداء و الصالحين و العلماء و الشعراء.
يا أهل مدينة يحتضن ثراها الشيخ سيدأحمد الرقيبي و الشيخ سيدأحمد لعروصي .و الشيخ سيدي الفيرم الكنتي و بوي أعلي أدليمي و سلام و حمة سعيد أزركي و أضرحة أبنائهم و أحفادهم من مؤسسي جل القبائل الصحراوية.
يا أهل مدينة شهدت أول عمارة في الصحراء، و كانت عاصمة سياسية. تحج إليها الناس من كل مكان طلبا لمشورة و بركات الشيخ ماء العينين.
يا أهل الحاضرة التي مرغت أنف فرنسا، و هزمتها في معركة “لكليب” التاريخية (1913)، و فر منها الحاكم الفرنسي يجر أذيال الهزيمة شاهدا لكم في مذكراته أن امبراطوريته الاستعمارية لم تواجه في غرب إفريقيا مقاومة كمقاومتكم.
يا أهل السمارة. مدينتكم إرث روحاني و تاريخي و كنز و ثروة لا تقدر بثمن مدفونة تحت التراب و آثار فوق الأرض يطمسها الإهمال. و سوء تدبر و تبصر لولاه لكانت حاضرتكم مكة سكان المنطقة. تحج إليها الناس من كل مكان صلة للرحم و ربط للفروع بالأصول و تبركا و استكشافا لمقدراتها السياحية.
يا أهل السمارة. على بعد 120 كلم من قلب مدينتكم يوجد ضريح الولي الصالح الشيخ سيدأحمد الرقيبي المشيشي الادريسي. الجد المؤسس لأكبر قبائل الصحراء، و قد صار ورقة تعريفية لمدن غيركم، جعلت من إسمه عنوانا لمواسمها و وسيلة للتعريف بتراثها اللامادي من فنون و ثقافة و عادات و تقاليد و مناسبة سياحية. و لا حظ لهم من الشيخ سيدأحمد الرقيبي غير الاسم، بينما أنتم ورثة الأضرحة و الأصل. و المرجع في الثقافة و التاريخ عن التعريف بمقدرات إقليمكم ساهون. و تشكون العزلة و التهميش.
فإن لم يجعلكم البعيد تغارون على مدينتكم، فعلى الأقل قلدوا أبناء عمومتكم و جيرتكم في طنطان و آسا. و أنظروا كم ربحت هذه المدن من مواسمها السنوية التي ذاع صيتها حتى وصل العالمية.
أمامكم فرصة ذكرى هجوم الفرنسيين على السمارة سنة 1913، و هزيمتهم في معركة “أقليب آخشاش” في 13 مارس، لتكون مناسبتكم مزدوجة روحية و تاريخية.
فرجاءا أبدؤوا من الساعة التحضير لإحياء موسم الشيخ سيدأحمد الرقيبي الذي يحتضن مجال مدينتكم ضريحه و زاويته. و ستكتشفون النتيجة على مستواكم المحلي معنويا و ماديا.
و على الصعيد الوطني و الإقليمي ربما يجعل الله إحياءكم لموسم الشيخ سيدأحمد الرقيبي. سببا في تقريب حل نزاع الصحراء، فيكون أجركم و مغنمكم مضاعفا.