الرباط-متابعة
افتتح الاستقلاليون مؤتمرهم الوطني الثامن عشر، أمس الجمعة، على وقع خلافات بالجملة، تنضاف إلى الفضائح والصراعات التي سبقت عقده، قبل أسابيع، والتي تهدد بإفشاله وحتى العصف به.
لم ينتهي الإستقلاليون، من تبادل الاتهامات بين بعض أبرز قيادته، وتسريب مقاطع صوتية مسجلة فاضحة، انتهت بعضها في المحاكم، كما وقع بين رئيس الفريق النيابي للحزب، نور الدين مضيان، وبين رفيعة المنصوري، البرلمانية السابقة والنائبة الحالية لرئيس جهة الشمال.
وصفقات عبد الجبار الراشدي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي كان بدوره موضوع شكاية لدى القضاء بتهمة تبديد واختلاس أموال عمومية.، بصفته رئيس اللجنة العلمية المكلف بالصفقات الخاصة بالدراسات، ومعه الحزب. والطعن الذي قدم أيضا القيادي الاستقلالي في الشمال أشرف أبرون، ضد انتخاب الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الميزان، دون أن ننسى واقعة الصفقة التي تلقاها البرلماني الطوب والتي فجرت كثيرا من الخبايا داخل حزب علال.
وفق المعلومات التي تأتي من مركب مولاي رشيد في بوزنيقة، حيث يُعقد مؤتمر الاستقلال، فإن صراعات قوية بين تيار الأمين السابق، نزار بركة من جهة، وتيار الرجل النافذ في الصحراء، حمدي ولد الرشيد وأنصاره، باتت تضع المؤتمر برمته على فوهة بركان، قد ينفجر في أي لحظة.
المعركة بين التيارين، اتخذت عدة أشكال عديدة، وبدأت بخلاف عميق حول من يترأس المؤتمر، حيث قدم كل طرف مرشحه، دون أن يتوصلا إلى توافق. فنزار بركة يريد أن يتولى عبد الصمد قيوح ذلك، في حين يدافع حمدي ولد رشيد ومن معه عن فؤاد القادري في منصب الرئاسة. وقد يتجه الإستقلاليون إلى الارتكان إلى صناديق الاقتراع في ظل تشبث كل طرف بموقفه.
وتجدد الصدام من جديد بين التيارين، ليلة الجمعة، حيث اتهم تيار نزار بركة، بإغراق المؤتمر بأعضاء ومؤتمرين لا يملكون بالصفة، أو حضروا ببطائق مزورة، معظمهم قادمون من الأقاليم الجنوبية للمملكة عبر حافلات.
وتسود خشية كبيرة، من أن يتسبب الصدام والصراع بين أقطاب الاستقلال إلى إفشال المؤتمر، في حين خففت مصادر استقلالية من وقع هذه الخلافات ”الطبيعية” والتي تجري بها العادة في مؤتمرات الحزب، وتكون غالبا وسائل ضغط لمجني مكساب.