24 ساعة-متابعة
تحتفل الأمة المغربية من طنجة الى الكويرة، في هذه الأيام، بما يليق من الفخر والإعتزاز، بالذكرى 48 لعيد المسيرة الخضراء المفظرة. هذه الملحمة الخضراء التي بصمت بمداد المجد، تاريخ المغرب الحديث. والتي اعتبرت منعطفا حاسما في مسار الكفاح من أجل استكمال. وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة، هي مناسبة لشحذ الهمم الوطنية، وتذكر فصل من فصول العبقرية المغربية التي تجسد قوة التلاحم بين العرش العلوي المجيد. والشعب المغربي الوفي.
ذكرى المسيرة الخضراء.. ملحمة وطنية غراء لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة والتي شارك فيها 350 ألف مواطنا ومواطنة. اتجهوا صوب الأقاليم الصحراوية لاسترجاعها. من الاحتلال الاسباني تلبية لنداء الملك الراحل الحسن الثاني.
وليتمكنوا من من تحرير الأقاليم الصحراوية عُزلا عن السلاح مسلحين بكتاب الله والأعلام المغربية. كانت أحد أهم المعارك السلمية لتحقيق الحرية.
تكلفة المسيرة الخضراء المظفرة
يذكر الكاتب الفرنسي موريس باربيه، لإصدار كتاب عنونه ب”نزاع الصحراء”، تحدث فيه عن المسيرة وكلفتها، حيث كشف في كتابه أن المسيرة كلفت قرابة 300 مليون دولار. وهو ما يعادل تقريبا 3مليار درهم، تم توفيرها بشكل أساسي. من اكتتاب وطني ومساعدة خارجية آتية أساسا من المملكة العربية السعودية.
وأوضح الكاتب الفرنسي في كتابه، أن المغاربة تحملوا جزء كبيرا من نفقات المسيرة الخضراء. وذلك بعد أن أطلق الراحل الحسن الثاني، اكتتابا وطنيا أخذ على شكل اقتطاعات من الشركات والأشخاص الذاتيين. ما مكن من ضخ أكثر من 108 مليار درهم في خزينة الدولة في أقل من 3 أشهر.
ومن جهة أخرى، وفيما يخص المستوى اللوجيستيكي والتنظيمي. فقد أظهرت المملكة كفاءة عالية بتوجه 350 ألف مغربي. في نظام كبير انطلاقا من طرفاية إلى الصحراء المغربية. مسلحين بالقرآن الكريم وأعلام المغرب وإيمان قوي ورغبة في تحرير جزء لا يتجزأ من بلادهم.
المسيرة الخضراء في أرقام
وهنا بدأ الضباط الاشتغال في سرية تامة على العملية التي أطلق عليها الحسن الثاني. اسم ”عملية فتح”، قبل ”المسيرة الخضراء”. فتم الشروع في العمل على إحصائيات وسائل النقل والإقامة مع ضمان الوجبات الغذائية للمشاركات والمشاركين في المسيرة. حيث تم بلغة الأارقام مشاركة 350 الف مشارك 10
بالمائة منهم نساء تعبئة 113 قطار ، وسفن وطائرات 12 الف شاحنة. 200 سيارة اسعاف. 200 مستشفى متنقل. تم تعبيد 100 كيلو متر من الطريق الى طرفاية خلال 18 يوم فقط. خصيصا لمرور شاحنات المسيرة .معدات ومواد غذائية 17 مليون لتر من المحروقات التزويد ب5 ملايين لتر من المياه. بمعدل 10 لتر للفرد 9 مليون علبة حليب. 2500 طن من السكر. 2500 طن. من الزيت 3000 طن من السمك 900 طن من التمر 15 طن من الشمع.
تحققت الفكرة على أرض الواقع
هكذا كانت الإرهاصات الاولى لملحمة وطنية مجيدة، رصعت تاريخ المغرب الحديث، و هكذا انبثقت فكرة مسيرة فتح المظفرة الخضراء. التي أبدعها و خطط لها الملك العبقري الحسن الثاني، والتي شكلت تعبئة وطنية حقيقية مكنت من استرجاع جزء لا يتجزا من وحدة المملكة المغربية. بسلمية وبدون اراقة قطرة دم واحدة، ليتم ذلك في يوم 6 نونبر من سنة 1976، في يوم مجيد وملحمة خالدة، وتلك قصة اخرى سنعود لها في وقفة اخرى.