24ساعة-متابعة
إن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ليس نتيجة صدفة. وقال المعهد الأمريكي، بمناسبة مرور 4 سنوات على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، إن هذا التقرير يستند إلى تقييم عملي لمكانة المغرب المتنامية كلاعب إقليمي مستقر ومؤثر.
وفي مقال مخصص للقرار الأمريكي، الذي يصف سيادة المغرب على الصحراء باعتبارها ركيزة من ركائز السياسة الاستراتيجية الأمريكية العالمية، أكد المعهد أنه مع هذا الاعتراف “شهد المشهد الجيوسياسي لشمال إفريقيا تحولا كبيرا”.
وبالفعل، يضيف المعهد، الذي يصف هذا القرار بـ”الحاسم”، أنه لم يتخذ محض صدفة، بل هو نتيجة تقييم براغماتي لمكانة المغرب المتنامية كلاعب إقليمي مستقر ومؤثر، تحكمه حكومة ديمقراطية. رؤية توازن بين المصالح العالمية والنزاهة السيادية.
لم يكن الأمر يتعلق بـ”مناورات سياسية عابرة”، يكرر المقال، خاصة في إشارة إلى الانتقادات التي وجهتها الجزائر والتي اعتبرت القرار بمثابة “تغريدة” بسيطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كان قرار الاعتراف الذي اتخذته القوة العالمية الرائدة تتويجا لسنوات من الحوار الاستراتيجي والدبلوماسية الدولية. لقد استند إلى القانون والسياسة والتاريخ والاستراتيجية، كما يؤكد المنشور.
إن 10 ديسمبر 2020، الذي شهد هذا الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل الولايات المتحدة، فتح المجال أمام دول أخرى لتبني مواقف مماثلة، مثل ألمانيا أو فرنسا أو القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء، إسبانيا.
وقال المعهد الأمريكي، في توضيح أسباب هذا الاختيار، إن “المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، طور موقفا دبلوماسيا يجمع بين الانفتاح والتمسك الثابت بالشرعية الدولية، مما يعزز سمعته كحليف يمكن الاعتماد عليه ضمن التحالفات العالمية”.
علاوة على ذلك، عزز المغرب مصداقيته من خلال التزامه بشراكات مستدامة طويلة الأجل بدلا من الاتفاقات السياسية قصيرة الأجل، مع التركيز على التماسك الاستراتيجي والمكاسب المتبادلة.
وبهذا الاعتراف، انتقلت الولايات المتحدة من موقف الحياد إلى موقف الشراكة الاستراتيجية الأوسع. لقد أدركت واشنطن بهذه الطريقة أن مسألة الصحراء “لم تكن بمثابة اهتمام هامشي، بل كعنصر مركزي في إعادة تشكيل النفوذ الدولي”.
كما أكد المعهد أن الدبلوماسية المغربية لعبت دورا حاسما في هذا الصدد، مؤكدا أنها طرحت القضية في إطار الواقعية السياسية بدلا من الصراع الأيديولوجي، مما يمثل انتصارا كبيرا يليق بالأهمية الاستراتيجية للمملكة وشعبها. مقاربة العلاقات الدولية في عهد الملك محمد السادس.
ويقدر المعهد الأمريكي أن “سياسة المغرب الخارجية تعكس نموذجا للنزاهة واحترام المعايير الدولية”. وتوضيح أن المغرب يتجنب فرض إرادته أو التدخل في شؤون الدول الأخرى، وأنه على العكس من ذلك، يؤيد الحوار والوساطة في النزاعات الإقليمية، “وهو ما أكسبه الاحترام كدبلوماسي في المواقف الدولية المعقدة”.
وتابعت الصحيفة أن تأثير المغرب يمتد إلى ما هو أبعد من السياسة، إلى المجالات الاقتصادية والأمنية والدينية، حيث يلعب دورا قياديا في المبادرات الإقليمية لمكافحة الإرهاب والعدالة الانتقالية وتعزيز الاعتدال الديني.
وأوضح المركز البحثي أن هذا العدد الكبير من الأدوار الاستراتيجية جعل من المغرب فاعلا أساسيا في الاستقرار العالمي، وتشكيل ديناميكية تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لدعم الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى دعم سيادتها على الصحراء، بشكل يتجاوز التاريخ والواقع السياسي .
وأخيرا، أكد المركز أن الاعتراف الأمريكي دفع العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب إلى مستوى استراتيجي جديد، مؤكدا أن التعاون في مكافحة الإرهاب والحريات الدينية أمر ضروري.
وأضاف أن أحد أمثلة هذه الرؤية الاستراتيجية هو الاتفاق الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، الذي سمح للمملكة بمواصلة أهدافها الجيوسياسية مع الحفاظ على مبادئها.