24 ساعة- محمد أسوار
كشف التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام ”Sipri”، برسم سنة 2021، أن الإنفاق العسكري العالمي السنوي، فاق لأول مرة في التاريخ، 2 تريليون دولار؛ وذلك رغم الأزمة العالمية الخانقة الناتجة عن انتشار وباء ”كورونا”.
وارتفع إنفاق الدول في المجال العسكري، خلال سنة 2021، ليصل إلى 2.11 تريليون دولار، بزيادة قدرت بـ 0.7 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية 2020، ليشكل 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
المغرب والجزائر.. سباق تسلح بسبب توترات
أفاد تقرير المعهد، الصادر اليوم الاثنين 25 أبريل الجاري، أن المغرب والجزائر، وبسبب التوترات المتزايدة بين البلدين، يعدان من أكثر الدول التي خصصت ميزانية ضخمة للإنفاق العسكري خلال سنة 2021.
وقال التقرير؛ الذي اطلعت ”24 ساعة” عليه؛ إن الانفاق العسكري الجزائري، انخفض بشدة مقارنة مع السنوات الماضية، ولكنه استقر في 6.1 في المائة، حيث أنفقت الجزائر ما مجموعه 9.1 مليار دولار من ميزانيتها في المجال العسكري؛ بينما نما إنفاق المغرب بسبة تصل إلى 3.4 في المائة، بإنفاقها لـ 5.4 مليار دولار سنة 2021.
وذكر المصدر أن الانفاق العسكري في القارة السمراء زاد بنسبة 1.2% في عام 2021، ليرتفع إلى حوالي 39.7 مليار دولار. توزع بين شمال افريقيا بنسبة 49% من المجموع الاقليم، ثم دول جنوب افريقيا الصحراء الكبرى(51٪).
وأبرز التقرير الحديث أن جيوش دول شمال افريقيا بلغ مقدار نفقاتها مجملا، أزيد من 19.6 مليار دولار، أي بأقل من 1.7 في المائة من عام 2020.
الإرهاب والحروب الأهلية ترفع الانفاق العسكري في افريقيا
أورد التقرير أنه في سنة 2021، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 20.1 مليار دولار، بنسبة 4.1 في المائة أعلى مما كان عليه في عام 2020، ولكنه أقل بنسبة 14 في المائة مما كان عليه في عام 2012. وجاءت نيجيريا في قائمة دول تلك المنطقة الأكثر انفاقا، ما بين 2020-2021، حيث رفعت انفاقها العسكري بنسبة 56 في المائة لتصل إلى 4.5 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن هذه الميزانية الكبيرة التي خصصتها نيجيريا للقطاع العكسري، سببها الأوضاع الأمنية في البلاد، مثل هجمات المتطرفين الإسلاميين والمتمردين الانفصاليين.
في المقابل، خفضت جنوب إفريقيا، ثاني أكبر دولة إنفاقاً في المنطقة، من نفقات قوتها العسكرية بنسبة 13 في المائة، أي إلى 3.3 مليار دولار في عام 2021. وذلك بسبب الركود الاقتصادي الذي أثر بشدة على ميزانيتها العسكرية.
وأفاد تقرير المعهد المتخصص أنه في عام 2021، احتلت كينيا وأوغندا وأنغولا المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي، كأكبر المنفقين العسكريين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. على مدى العقد الممتد ما بين 2012-2021.
وقال التقرير إن كل من كينيا وأوغندا، واجهتا حركات تمرد أثرت على إنفاقهما العسكري. بينما ظل هذا الانفاق مستقرا نسبيا في أوغندا وكينيا، خلال 2021. بينما انخفض الإنفاق العسكري لأنغولا بنسبة 66 في المائة خلال الفترة نفسها، بسبب تدهور الظروف الاقتصادية في هذا البلد.
العرب والإنفاق العسكري
أورد تقرير المعهد أن الدول العربية الأكثرانفاقا في مجال التسلح العسكري خلال 2021، حيث بلغ مجموع ما أنفقته دول الشرق الأوسط، أزيد من 186 مليار دولار، رغم أنه انخفض بنسبة 3.3 في المائة عن عام 2020، لكنه ارتفع بنسبة 5.6 في المائة عن عام 2012.
وأشار التقرير إلى أن ستة دول من بين عشرة في العالم، ذات العبء العسكري الأعلى، تقع في الشرق الأوسط، حيث خصصت عمان، 7.3 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، الكويت (6.7 في المائة)، المملكة العربية السعودية (6.6 في المائة) ، إسرائيل (5.2 في المائة)، الأردن (5.0 في المائة) وقطر (4.8 في المائة).
ويقدر الإنفاق العسكري السعودي بنحو 55.6 مليار دولار في عام 2021 ، وشهد انخفاضًا بنسبة 17 في المائة مقارنة بعام 2020. وجاء الانخفاض وسط تقارير تتحدث عن أن المملكة العربية السعودية بدأت في سحب قواتها العسكرية من اليمن، لكن رفضت حكومة المملكة العربية السعودية المزاعم، وذكرت أن قواتها قامت بعادة الانتشار فقط؛ حسب التقرير؛ الذي أكد أن الاتجاه التنازلي الكبير للانفاق العسكري في السعودية، راجع بالأساس إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي وضع اقتصادها تحت الضغط. رغم أن اقتصاد السعودية أظهر بوادر انتعاش.
وشدد التقرير على أن إيران، رفعت خلال السنة الماضية، ميزانيتها العسكرية لأول مرة منذ أربع سنوات إلى نحو 24.6 مليار دولار. تمت الموافقة على زيادة سنوية بنسبة 11 في المائة، على الرغم من أن طهران تعاني من مشاكل اقتصادية جكة بسبب تداعيات العقوبات المفروضة عليها.
في عام 2021 ، ارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي بنسبة 3.1 في المائة ، إلى 24.3 مليار دولار ، فيفي سياق العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد ”حماس”، وسط مخاوف متزايدة بشأن قدرات إيران النووية المحتملة. اسرائيل لم تكشف فحوى ميزانية الدولة معتمدة بشكل صريح في 2020 أو 2021
وقال التقرير إن الإنفاق العسكري التركي وصل؛ للعام الثاني على التوالي؛ إلى15.5 مليار دولار، بانخفاض قدره 4.4 في المائة مقارنة بعام 2020. لكنه شهد نموا بنسبة 63 في المائة في العقد 2012-2021. وتزامن هذا الارتفاع المهول في الإنفاق مع توسع تركيا المشاركة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر التقرير أن إنفاق قطر على الاسلحة والمعدات العسكرية، استقر عند 11.6 مليار دولار في عام 2021، ليكون بذلك خامس أعلى انفاق في الشرق الأوسط، خلال السنة الماضية. مبرزا أن قطر أصدرت بيانات عن ميزانيتها العسكرية لأول مرة الأولى منذ عام 2010. ويقدر معهد ستوكهولم أن الإنفاق القطري زاد بمقدار 434 في المائة بين عامي 2010 و 2021. وخلال تلك الفترة، شاركت قطر في الحرب في ليبيا وسوريا. كما وسعت قواتها المسلحة وبدأت في تحديث مخزونها من المعدات العسكرية بأسلحة مستوردة.
عبء ثقيل جدا
قال التقرير إن الإنفاق العسكري لدولة ما، قياسا بالناتج المحلي الإجمالي — يُعرف أيضًا باسم العبء العسكري – هو أبسط مقياس للعبء الاقتصادي النسبي للجيش في البلاد.
ويقدر العبء العسكري العالمي بنسبة 2.2 في المائة في عام 2020، ورغم التداعيات المهولة لوباء ”كوفيد 19”، ارتفع الإنفاق العسكري العالمي بنسبة 3.1 في المائة خلال سنة 2021. مما أدى إلى أكبر زيادة في العبء العسكري العالمي، منذ أزمة 2009.
وأبرز التقرير أن معظم البلدان، واصلت تخصيص المزيد من الموارد للإنفاق العسكري، وكان كان لدى دول الشرق الأوسط العبء العسكري الأكبر.
في عام 2021، بلغ العبء العسكري لدول الشرق الأوسط، 4.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. تليها أوروبا (1.8 في المائة) ،آسيا وأوقيانوسيا (1.7 في المائة) وأفريقيا (1.6 في المائة) والأمريكتان (1.4 في المائة)..
بين عامي 2012 و 2021 ، زاد متوسط العبء العسكري بالنسبة للبلدان في أوروبا ، بنسبة 0.3 نقطة مئوية ، وفي آسيا وأوقيانوسيا، بنسبة 0.1 نقطة مئوية.
أمريكا والصين… أرقام خيالية للتسلح والتكنولوجيا العسكرية
حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على الريادة في مجال الانفاق العسكري خلال سنة 2021 بلا منازع، بنسبة 38٪ من الإنفاق العالمي، حيث أنفقت 801 ألف مليون دولار، لكن انخفضت نسبة هذا الانفاق؛ وفق التقرير؛ بـ 1.4٪ ، بسبب ارتفاع التضخم.
وذكر التقرير أن التمويل الأمريكي للبحث والتطوير في المجال العسكري، زاد بنسبة 24٪ في العقد الماضي، مما يشير إلى أن تركيز واشنطن ينصب على تكنولوجيا الجيل الجديد.
وذكر التقرير أن “الحكومة الأمريكية شددت مرارًا وتكرارًا على الحاجة إلى الحفاظ على ميزانيتها التكنولوجية العسكرية على منافسيها الاستراتيجيين”.
وتأتي الصين بعد الولايات المتحدة، بإنفاق يقدر بنحو 293.000 مليون دولار، أي بـ 14٪ على مستوى العالم. متقدمة على الهند بنسبة 3.6٪ ؛ المملكة المتحدة بنسبة 3.2٪ وروسيا 3.1٪.
سجلت روسيا؛ وفق تقرير المعهد؛ زيادة في الإنفاق العسكري للعام الثالث على التوالي، بنسبة 2.9٪ في عام 2021 ، إلى 65.9 مليار، بفضل الفوائد التي تم الحصول عليها من النفط والغاز.
أوكرانيا ، التي تحتل المرتبة 36 في العالم ، خصصت 5،900 مليون، أي بنسبة أقل من 8.5٪ ، على الرغم من أن إنفاقها على الأسلحة ارتفع بنسبة 72٪ منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
شكل إجمالي إنفاق البلدان الخمسة الأولى في العالم 62٪ من الإجمالي العالمي. وجاءت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية واليابان وكوريا الجنوبية، في قائمة الدول العشر الأكثر إنفاقًا على الأسلحة العام الماضي، تواليا،
احتلت إسبانيا المركز السادس عشر، أي أعلى بمرتبة واحدة عن عام 2020 ، بإنفاق 19500 مليون دولار، وزيادة 5.6٪ على أساس سنوي.
يمثل التسلح الإسباني 1.4٪ من ناتجها المحلي الإجمالي و 0.9٪ من الإنفاق العسكري العالمي في عام 2021.
احتلت البرازيل، وهي أول دولة في أمريكا اللاتينية على القائمة، المرتبة السابعة عشرة عالميا، بينما احتلت كولومبيا المرتبة الخامسة والعشرين، ثم تليها المكسيك، فيما ارتقت تشيلي قليلاً إلى المرتبة الخامسة والثلاثين عالميا.