24 ساعة – وكالات
لا تزال حدود بين إسبانيا والمغرب مغلقة منذ 13 مارس 2020، مما يجعل الكثيرين يتأثرون بذلك والذين من بينهم المغتربين المغاربة في أوروبا وإسبانيا تحديدا، وكذلك العمال العابرين للحدود المحاصرين في مدينتي سبتة ومليلية “المحتلتين” لم يروا عائلاتهم منذ أكثر من عام ونصف. في مواجهة الوضع الصعب الذي يمر بها الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة من العمال المغاربة الذين يؤدون عملهم بشكل قانوني في كلتا المدينتين، والذين طالب بعضهم حتى بحل لمشكلتهم وإجراءات أخرى مثل الاستفادة من طلب اللجوء للخروج إلى شبه الجزيرة. وجاء رد السلطات الإسبانية على لسان مندوبة الحكومة في سبتة “المحتلة”، سلفادورا ماتيوس، الذي أكد أن “العمال العابرين للحدود سيكونون أول من يعبر الحدود عند فتحها”.
وقد يكون حديث المسؤولة الحكومية الإسبانية مبني على معلومات أو اتصالات ترفض الكشف عن فحواها، في خضم بدء تحسن العلاقات الإسبانية المغربية بعد الأزمة التي بلغت أوجها شهر أبريل وماي الماضيين، حيث لاحت في الأفق بوادر تفاهم إسباني مغربي على إعادة صياغة العلاقات الثنائية بين البلدين. ولأجل ذلك سيركز البلدان على البدء في حل الملفات الخلافية “الأقل حدة”، مثل فتح الحدود البرية واستعادة الرحلات الجوية كما كانت عليه قبل الجائحة والسماح للموانئ الإسبانية بتسيير رحلات إلى المغرب.
وبعد التصريحات الإيجابية بين البلدين، فإن ملف فتح الحدود فيه مصلحة للطرفين، من جهة ستتمكن الجالية المغربية في أوروبا من زيارة ذويها في المغرب وما يعني ذلك اقتصاديا من حيث إدخال المغتربين للعملة الصعبة للبلاد، كما تهتم إسبانيا بفتح الحدود لإنقاذ شركات النقل البحري، علما أن بعضها مغربي وتأثر أيضا بالإغلاق، إلا أن فتح الحدود سينعش الاقتصاد الإسباني بسبب عبور ملايين المغتربين المغاربة إلى بلدهم.
وصرح وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن البلدان شرعا في الاتصالات الثنائية قصد حل القضايا الخلافية، وستتم جميع الاتصالات في جو من السرية والكتمان بعيدا على الأضواء، وهو ما يعني أنه حتى وإن كان التوصل إلى اتفاق بشأن فتح الحدود قريبا، إلا أنه لن يعلن عنه قبل اتخاذ قرار نهائي.