عبد الله بوصوف
نحتفل بذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية الصحراوية و بذكرى تنظيم المسيرة الخظراء العظيمة في كل شهر نوفمبر من كل سنة منذ 45 سنة…حتى غدت تلك الذكرى الخالدة عاملا للتحفيز و لمواصلة التعبئة…و أصبح الوفاء لروح المسيرة الخضراء التزاما مغربيا خالصا ابهر العالم..و أصبحت كل ذكرى الاحتفال مناسبة للكشف عن تفاصيل جديدة للمسيرة المتواصلة و المتجددة منذ نوفمبر 1975..إلى اليوم…
المنجزات الكبرى التي حققها المغرب في ملف استرجاع صحرائه الجنوبية طيلة هذه السنوات ، رافقتها مسيرات نظالية كبرى أولا، على المستوى الدولي سواء داخل هيئة الأمم المتحدة او منظمة الاتحاد الافريقي او الاتحاد الأوروبي..خاصة بعد توقيع وقف اطلاق النار سنة 1991.
وهوالنضال الذي تطلب جهدا خرافيا و ذكاء سياسيا من المغرب توجه بتقديم مبادرة الحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية المغربية في اطار السيادة المغربية في ابريل 2007..كسقف للتفاوض لايجاد حل سياسي واقعي وتوافقي…
و قد قلبت مبادرة الحكم الذاتي جميع اطروحات كيان البوليساريو..كما ان طابعها الواقعي و التوافقي و الحل السلمي…جعلتها مقبولة من طرف الأمم المتحدة و مجلس الامن و القوى الكبرى…كما ان رجوع المغرب للبيت الافريقي و مشاركة المغرب بقوة في اشغاله جعل العديد من الدول الافريقية تتخلص من كل المناورات و الاطروحات الزائفة..و أصبحت المنظمة الافريقية تدعم بشكل حصري الأمين العام و مجلس الامن في جهودها من اجل حل سياسي سلمي توافقي و واقعي…و النتيجة هي ان 163 دولة لا تعترف بكيان البوليساريو بمعدل 85في المائة من أعضاء المنتظم الدولي..وهو ما يبرر الان التواجد الديبلوماسي للعديد من البلدان العربية و الافريقية سواء في العيون او الداخلة…مما يعني اننا تجاوزنا الاعتراف بمغربية الصحراء الي ابرام شراكات اقتصادية و مشاريع ضخمة تضمن التنمية الاجتماعية للمناطق الجنوبية المغربية.
وثنائيا، على المستوى الداخلي…التعبئة و الالتزام و الانضباط و التشبع بالحق المغربي في صحراءه و العمل علي بناءها و ازدهارها وهو ما عمل المغرب عليه من خلال اشراك الصحراويين المغاربة في مسيرات التنمية السياسية …بالمشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية و بكل أنواعها ، و الدستورية من خلال التقطيع الجهوي ( الجهة 11و 12 ) و أيضا التنمية الاقتصادية من خلال البنية التحتية كالمدارس و المستشفيات و الطرق و غيرها…و أيضا المسيرة الحقوقية من خلال فروع المجلس الوطني لحقوق الانسان بكل من العيون و الداخلة..وهو ما حاز تنويه قرارات مجلس الامن في كل 31اكتوبر.
خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2020 حمل معه الوجه الجديد للمسيرة الخضراء المتواصلة و المتجددة..من خلال ترسيم المغرب لمجاله البحري في اطار القانون الدولي أي معاهدة جاميكا في دجنبر 1982..و في اطار السيادة المغربية علي حدوده البحرية و التي تمتد من طنجة الى اقصى لكويرة بالجنوب الصحراء المغربية…و هو ما يعني تعزيز الدينامية الاقتصادية و الاجتماعية بجنوب المملكة و قبالة الواجهة الأطلسية و سيساهم في المزيد من التكامل الاقتصادي المغربي حيث سيصبح للمغرب ميناء طنجة المتوسطي في الشمال و ميناء الداخلة الأطلسي في الجنوب مما يساهم في الاشعاع القاري و الدولي.
ان المغرب ماض في تطبيق مقولة المغرب في صحراءه من خلال العمل على تطوير اقتصاد بحري حقيقي بالاقاليم الجنوبية سواء برا او بحرا و تنشيط الاقتصاد البحري و تنشيط السياحة القطاع السياحي وخاصة السياحة الشاطئية لما تتوفر عليه من إمكانيات تجعلها جسرا بين المغرب و عمقه الافريقي.
الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء يعني الحفاظ علي روحها و فلسفتها و قيمها لمواصلة البناء و الازدهار و للدفاع عن قضايا المغرب العادلة و تعزيز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي و الدولي.
الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج