24 ساعة ـ عبد الرحيم زياد
للمغرب والمغاربة أيام مجيدة، في سجل استرجاع الصحراء المغربية، أيام مرصعة بالبطولات والانتصارات.
بطولات خاضها رجال القوات المسلحة الملكية بدمائهم الزكية التي روت الأرض الطيبة.
بقيادة الملك الراحل الملك الحسن الثاني، في مواجهة قوات الجارة الجزائر .
وهكذا بعد أن حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها المرجوة، دخلت قواتنا المسلحة الملكية إلى الأقاليم الصحراوية المسترجعة من يد الإسبان.
وسيطرت على جميع الثكنات والمراكز العسكرية في أواخر شهر دجنبر من سنة 1975،
إلا أن جيران المغرب الحاقدين عليه لم يهدأ لهم بال بعد هذا الانتصار الساحق، فتوغل جيشهم داخل التراب المغربي.
وتصدت له قواتنا المسلحة الملكية بما عهد فيها من قوة وبسالة،
وردته على أعقابه منهزما في معركة “أمكالا” المشهورة التي يبعد موقعها عن تندوف بـ 880 كلم.
وقد أسفرت المعركة عن خسائر جسيمةفي صفوف الجيش الجزائري.
الذي ترك مائتين من القتلى وعددا كبيرا من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وتقدمت القوات المغربية إلى “تفاريتي” ودخلتها دخول الظافرين.
ملحمة أمكالا في يناير سنة 1976، كانت ردا قويا على استفزاز جزائري مباشر بغرض تمكين ميليشيات ”البوليساريو”
من السيطرة على كامل الشريط الممتد من السمارة إلى العيون.
حيث ألحقت القوات المسلحة الملكية هزيمة نكراء بالجيش الجزائري الذي تورط بضباطه وعتاده في هذه المعركة.
وأسر المغرب فيها حوالي 100 جندي وضابط جزائري. وقام الملك الراحل الحسن الثاني بشهامة منه و بشفاعة من الملك خالد ملك السعودية، ومن الرئيس أنور السادات رئيس مصر، بالإفراج عن الأسرى الجزائريين ويُعجل بطي الملف مخافة الفضيحة بالجزائر.
ولعل ما يسجله التاريخ بالمناسبة هو أن من بين الأسرى المفرج عنهم، نذكر: سعيد شنقريحة، الذي يشغل البوم منصب رئيس أركان الجيش الجزائري،
والذي ما فتئت الأيام تعري عن فضائحه، ولعل العداء الكبير الذي يكنه للمغرب مرتبط بهذا اليوم الذي لن ولم ينساه.
وقد توقفت العمليات العسكرية المغربية من جانب واحد، لكن الجزائر خرقت الهدنة لأن هواري بومدين أقسم ان ينتقم لهذه الهزيمة النكراء التي مني بها في امغالا 1.
فأرسل وحدات من القوات الخاصة الجزائرية للهجوم في جنح الظلام على أفراد الكتيبة المغربية.
الذين كانوا يعتقدون أن الجيش الجزائري ملتزم بوقف إطلاق النار، وهو ما سمى بمعركة أمغالا الثانية، التي وقعت في 28 فبراير 1976، قبل أن يرسل المغرب كتيبة لتطهير أمغالا واسترجاعها نهائيا.
يذكر أن لفظ “أمكالا”، كلمة أمازيغية تعني المحطة، هي قرية صغيرة تبعد عن مدينة العيون المغربية بحوالي 220 كلم
وعن ولاية تندوف بجنوب-غرب الجزائر بحوالي 60 كلم، وهي معروفة منذ القدم
حيث كانت تتوقف قوافل الرحل عندهانظرا لوجود آبار للمياه العذبة بها..