24 ساعة-أسماء خيندوف
تستمر الجالية المغربية في إسبانيا في النمو، لتصبح أكبر جالية أجنبية في البلاد، حيث بلغ عدد المغاربة المقيمين قانونيًا في إسبانيا 893,953 شخصا حتى 1 يناير 2023، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني الإسباني للإحصاء. وتشير التوقعات إلى أن هذا العدد قد يتجاوز 900,000 بحلول عام 2025، وهو ما يعكس تنامي وجود هذه الجالية.
جنسية مزدوجة لكن بتعقيدات قانونية
حصل 260,000 مغربي على الجنسية الإسبانية منذ عام 2013، لكنهم لا يحسبون ضمن الإحصائيات الرسمية للمغاربة المقيمين في إسبانيا. وعلى عكس العديد من الدول، لا تمنح إسبانيا الجنسية المزدوجة تلقائيا للمغاربة، مما يعقد الوضع القانوني.
من جهة أخرى، لا يعترف المغرب بفقدان الجنسية، مما يخلق وضعا قانونيا غامضا، فالمجنسون الإسبان يظلون رسميا مغاربة، رغم حملهم للجنسية الإسبانية.
التركيز الجغرافي للجالية المغربية
تتوزع الجالية المغربية في إسبانيا بشكل كبير بين عدة مناطق رئيسية، حيث تمثل كاتالونيا أكبر تجمع للمغاربة بنسبة 28%، أي ما يعادل حوالي 250,000 شخص. وتليها الأندلس التي تضم 18% من الجالية المغربية، أي حوالي 160,000 شخص.
وفي إقليم مورسيا، يشكل المغاربة 10% من الجالية، مع حوالي 90,000 شخص. كما توجد تجمعات مغربية كبيرة في مدريد وفالنسيا، فضلا عن سبتة ومليلية حيث يلعب القرب الجغرافي من المغرب دورًا رئيسيًا في تعزيز وجودهم في هذه المناطق.
تتميز الجالية المغربية في إسبانيا بأنها شابة، مع معدل ولادات مرتفع، حيث ولد 22.980 طفلا في إسبانيا لأمهات مغربيات في 2019، مما يمثل 25% من مواليد الأمهات الأجنبيات. ويستمر تدفق المهاجرين المغاربة بمعدلات مرتفعة، حيث دخل 75.000 مهاجر مغربي جديد إلى إسبانيا عام 2019.
حتى أبريل 2024، كان 337.490 مغربيا مسجلين في الضمان الاجتماعي الإسباني، بزيادة قدرها 73% مقارنة بعام 2015. ولا يساهم سوى 22% من المغاربة المقيمين في إسبانيا بنشاط في النظام الاجتماعي، مما يعكس التحديات التي تواجه جزءا كبيرا منهم، سواء بسبب العمل في الاقتصاد غير الرسمي أو البطالة أو اعتمادهم على المساعدات الاجتماعية.
ومنذ عام 2000، حصل أكثر من 260.000 مغربي على الجنسية الإسبانية، مع 229.664 شخصا حصلوا على الجنسية بين 2018 و2023، وهو ما يعكس ارتفاعا ملحوظا في معدلات التجنيس، خاصة في ظل سياسات حكومة بيدرو سانشيز. وفي عام 2023، حصل 54.027 مغربيًا على الجنسية الإسبانية، ما يعادل 22.5% من إجمالي المجنسين.
وفي سياق متصل، حصل 60,846 شخصا من الجالية المغربية في كاتالونيا على الجنسية الإسبانية عام 2023، بينما حصل 50,049 شخصا في مدريد على نفس الجنسية. ويشكلان هذان الإقليمين معا 46.2% من إجمالي المغاربة المجنسين في إسبانيا، مما يبرز أهمية هذه المناطق كمراكز رئيسية في عملية التجنيس ضمن الجالية المغربية في البلاد.
إشكالية الجنسية المزدوجة
يواجه المغاربة الذين يحصلون على الجنسية الإسبانية تحديا قانونيا، حيث تشترط إسبانيا التخلي عن الجنسية الأصلية في عملية التجنيس. ولكن المغرب لا يعترف بذلك، ما يخلق حالة من الالتباس القانوني: الشخص المجنس في إسبانيا يعتبر إسبانيا في مدريد، لكنه يظل مغربيا في الرباط.
من بين مليون مغربي يعيشون في إسبانيا، حصل 25% إلى 30% على الجنسية الإسبانية منذ عام 2000، ما يعني أن ما بين 600,000 و650,000 مغربي لا يزالون يحملون الجنسية المغربية فقط.
يسعى العديد من المغاربة للحصول على الجنسية الإسبانية لعدة أسباب، من أبرزها التمتع بكامل الحقوق المدنية، بما في ذلك الحق في التصويت والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية، مما يعزز من تمثيلهم في المجتمع الإسباني.
كما توفر الجنسية الإسبانية فرص عمل أفضل، خصوصا في القطاع العام الذي يتيح لهم التقدم إلى وظائف حكومية متنوعة. كما تمنحهم حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي، ما يسهل فرص العمل والتنقل في دول أخرى، ويعزز من استقرارهم المهني والاجتماعي.