24 ساعة – عبد الرحيم زياد
تتجه الأنظار نحو المملكة المغربية التي تستعد لاحتضان النسخة الجديدة من مناورات “الأسد الإفريقي 2025“، أحد أكبر التمارين العسكرية المشتركة في القارة الإفريقية.
وتأتي هذه المناورات السنوية، التي يشارك في تنظيمها كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لتؤكد على عمق التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وتعزيز الشراكات الدفاعية مع عدد متزايد من الدول عبر العالم، وذلك خلال الفترة من 12 إلى 23 ماي 2025.
وستجرى هذه المناورات في عدة مدن مغربية تشمل أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت، في إطار يعكس التزام المغرب بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
انطلاق المناورات وموقعها
أكد الجيش الأمريكي أن مناورات “الأسد الإفريقي المغرب 2025” ستنطلق رسميا على الأراضي المغربية في الثاني عشر من شهر ماي الجاري. ويُعرف عن هذه المناورات أنها تقام في عدة مناطق بالمغرب، مستفيدة من التضاريس المتنوعة للمملكة لتشمل تدريبات برية وبحرية وجوية، بالإضافة إلى أنشطة مرتبطة بالعمليات الخاصة والمساعدات الإنسانية.
مشاركة دولية واسعة
ما يميز نسخة هذا العام هو حجم المشاركة الدولية، حيث أكد الجيش الأمريكي، أن المناورات ستشهد حضور ومشاركة عسكريين من أكثر من 20 دولة.
وتعكس هذه المشاركة الواسعة الاهتمام الدولي المتزايد بهذه المناورات كمنصة رئيسية لتبادل الخبرات، وتعزيز قابلية العمل المشترك بين القوات المسلحة لمختلف الدول، في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.
أهداف المناورات
تهدف مناورات “الأسد الإفريقي” بشكل أساسي إلى تعزيز القدرات الدفاعية للدول المشاركة وتحسين مستوى التنسيق والتعاون بين جيوشها.
وتشمل الأهداف الرئيسية عادة التدريب على التخطيط العملياتي المشترك، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتعزيز الأمن البحري والجوي، وتنمية قدرات الاستجابة للأزمات والكوارث.
بالإضافة إلى تبادل التكتيكات والإجراءات والتقنيات الحديثة في مجالات الدفاع المختلفة.
الأهمية الاستراتيجية للمناورات
تحظى مناورات “الأسد الإفريقي” بأهمية استراتيجية بالغة لكل من المغرب والولايات المتحدة والدول المشاركة، فبالنسبة للمغرب، تمثل هذه المناورات فرصة لرفع جاهزية قواته المسلحة وتحديث عقيدتها القتالية والاطلاع على أحدث التقنيات والأساليب العسكرية. وبالنسبة للولايات المتحدة.
كما تعد المناورات ركيزة لتعزيز الاستقرار الإقليمي في إفريقيا ومد جسور التعاون مع الشركاء الأفارقة، أما للدول المشاركة الأخرى، فهي فرصة لا تقدر بثمن لصقل مهارات قواتها في بيئة تدريب متعددة الجنسيات ومعقدة.
وتؤكد انطلاقة مناورات “الأسد الإفريقي 2025” بالمغرب، بحجم مشاركتها الدولية الكبير، على الدور المحوري الذي تلعبه هذه التمارين في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي. كما تسلط الضوء على التزام الدول المشاركة بتعزيز التعاون العسكري لمواجهة التحديات الأمنية المتغيرة، وبناء قدرات جماعية قادرة على الاستجابة بفعالية لمختلف السيناريوهات المحتملة.