24 ساعة-عبد الرحيم زياد
تشهد منطقة جنوب إسبانيا وبحر البوران في الآونة الأخيرة انطلاق مناورات عسكرية واسعة النطاق. تحت اسم “عين النسر 25-01″، تنظمتها القوات المسلحة الإسبانية. بمشاركة شاملة من فروعها المختلفة، بما في ذلك القوات الجوية والبحرية والبرية، إلى جانب وحدات أمنية أخرى.
تأتي هذه التمارين كجزء من جهود مدريد لرفع جاهزيتها العسكرية. وتعزيز التنسيق العملياتي بين أذرعها المسلحة، بهدف التصدي لأي تهديدات أمنية محتملة قد تواجهها، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.
أهداف المناورات وسياقها
تسعى مناورات “عين النسر 25-01” إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسباني، مع التركيز على حماية الجناح الجنوبي للبلاد، الذي يمثل نقطة استراتيجية حساسة نظرًا لقربه من شمال إفريقيا وبحر المتوسط.
ووفقًا لتصريحات رسمية إسبانية، فإن هذه التدريبات تهدف إلى محاكاة سيناريوهات دفاعية مختلفة، بما في ذلك الاستجابة لهجمات محتملة قد تشنها جماعات مسلحة أو تهديدات غير تقليدية مثل استخدام الطائرات المسيرة.
كما تندرج هذه الخطوة في إطار استعداد إسبانيا لأي طوارئ قد تنشأ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تشهد تحديات أمنية متزايدة مثل الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
موقف إسبانيا تجاه المغرب
أثارت هذه المناورات تساؤلات حول دلالاتها في ظل العلاقات المغربية-الإسبانية، التي شهدت تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. لكن المصادر الإسبانية سارعت إلى توضيح أن “عين النسر 25-01” لا تستهدف المغرب. أو أي طرف محدد، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو تقوية الدفاع الوطني الإسباني. وليس توجيه رسائل عدائية لجيرانها.
وأشارت هذه المصادر إلى أن التدريبات تأتي في سياق دوري لتعزيز الجاهزية، وليست مرتبطة بشكل مباشر بالتطورات السياسية الإقليمية الحالية.
الأبعاد الاستراتيجية
تكتسب المناورات أهمية إضافية بفضل موقعها الجغرافي في بحر البوران وجنوب إسبانيا، وهي مناطق قريبة من المغرب وسواحل شمال إفريقيا. هذا الموقع يجعلها نقطة مراقبة حيوية للحركة البحرية والجوية في المتوسط،
مما يعزز من قدرة إسبانيا على الرد السريع على أي تهديدات محتملة. كما تعكس هذه الخطوة التزام إسبانيا، كعضو في حلف الناتو، بالمساهمة في استقرار المنطقة، خاصة مع تصاعد المخاوف من أزمات قد تنشأ نتيجة الجريمة المنظمة أو الإرهاب.
“عين النسر 25-01” رسالة واضحة
تمثل مناورات “عين النسر 25-01” رسالة واضحة حول جدية إسبانيا في تعزيز دفاعاتها واستعدادها لمواجهة التحديات الأمنية المتنوعة. ومع تأكيد مدريد على طبيعتها الدفاعية وعدم توجيهها ضد أي طرف، تبقى هذه التدريبات شاهدة على حرص إسبانيا على الحفاظ على توازن دقيق بين تعزيز أمنها الوطني والحفاظ على علاقاتها الإيجابية مع جيرانها. وفي مقدمتهم المغرب، في سياق إقليمي يتطلب يقظة مستمرة وتنسيقًا عاليًا.