24 ساعة – متابعة
توقعت المندوبية السامية للتخطيط، أمس الأربعاء، نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 0.5% على أساس سنوي، خلال الربع الأول من 2021، بعد إنكماش إستمر لأربعة فصول.
وقالت المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها، أنها تتوقع أن يشهد الإقتصاد العالمي، خلال الفصل الأول من 2021، بعض التحسن مقارنة مع الفصل الأخير ولكن بصفة متفاوتة حسب البلدان والمناطق. حيث ينتظر أن تحقق الإقتصاديات المتقدمة نموا يقدر ب 3،6٪. في المقابل، ستظل الضغوطات التضخمية في مستويات منخفضة ومرتبطة بتطور أسعار النفط في الأسواق العالمية. في ظل ذلك، سيشهد الطلب الخارجي الموجه للمغرب إرتفاعا يقدر ب 4،2٪، حسب التغير السنوي.
وتوقع التقرير أن يشهد الطلب الداخلي إنتعاشا طفيفا مقارنة مع الفصل السابق، حيث ستعرف نفقات الأسر الموجهة نحو الإستهلاك بعض التقلص في وتيرة إنخفاضها، وذلك بالموازاة مع إنتعاش مبيعات المواد الغذائية و المصنعة. كما ستشهد نفقات النقل والمطاعم والترفيه بعض التحسن ولكن بوتيرة أقل، فيما سيعرف الإستهلاك العمومي نموا يناهز 4،3٪، خلال نفس الفترة، بالموازاة مع تطور نفقات التسيير في الإدارة العمومية والخدمات الإجتماعية وخاصة الصحية. في المقابل، يرجح أن يواصل الإستثمار تراجعه بالموازاة مع تباطؤ الإستثمارات في مواد البناء.
ومن المنتظر أن تعرف الأنشطة غير الفلاحية إنتعاشا طفيفا مقارنة مع الفصل السابق لتتراجع وتيرة إنخفاضها إلى 0،5٪، خلال الفصل الأول من 2021. وفي القطاع الثانوي، يتوقع أن تعرف الصناعات التحويلية عودة تدريجية لأنشطتها، موازاة مع إنتعاش الطلب الداخلي والخارجي. كما ستشهد أشغال البناء والترميم إستئناف أنشطتها، لكن دون العودة إلى وضعيتهما قبل الأزمة الصحية، فيما سيتحسن إستهلاك الكهرباء موازاة مع إنتعاش الصناعات التحويلية. في المقابل، يتوقع أن يساهم القطاع الثالثي بنسبة 0،4ـ نقطة في نسبة النمو، حيث ستعرف أنشطة التجارة والمطاعم إنتعاشا طفيفا، مقارنة مع الفصل السابق، فيما ستحافظ الخدمات غير مؤدى عنها وخاصة الإجتماعية على دينامكيتها.
وبإعتبار تحسن التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء وتعميمها على جل المناطق، يتوقع أن تعرف القيمة المضافة الفلاحية إرتفاعا يقدر ب 10،8٪، لتساهم ب 1،2+ نقطة في النمو الإجمالي للناتج الداخلي الخام. وتجدر الإشارة إلى أن الموسم الفلاحي الحالي قد شهد إنطلاقة متعثرة، حيث بلغ عجز التساقطات خلال شهري أكتوبر ونونبر ما يقرب من 48٪. إلا أن عودة التساقطات بشكل شبه عام خلال شهر دجنبر ستساهم في تسريع أشغال الحرث وتحسن المراعي، فيما ستساهم الظروف المناخية الملائمة خلال فصلي الشتاء والخريف في الرفع من الإنتاج الفلاحي والتشغيل في الوسط القروي وذلك بعد سنتين متتاليتين من الجفاف.
وختمت المندوبية تقريرها معتبرة أن إنخفاض القيمة المضافة غير الفلاحية بنسبة تقدر ب0،5٪، يتوقع أن يشهد الإقتصاد الوطني إرتفاعا يناهز 0،5٪، وذلك بعد أربعة فصول من الإنخفاض على التوالي، مرجحة أن يشهد النمو الإقتصادي بعض التسارع في وتيرته خلال الفصول المقبلة، مستفيدا من تأثير تقويم أثر الأساس المتعلق بإنكماش النشاط الإقتصادي خلال فترة الحجر.