حاوره: محمد أسوار
أعلنت حكومة كتالونيا، عن رغبتها في نقل تمثيليتها الدبلوماسية، في شمال افريقيا إلى المغرب بدلا عن تونس؛ وفق ما جاء على لسان مستشارة حكومة الإقليم للسياسة الخارجية؛ فيكتوريا ألسينا.
ولا يزال الغموض يلف المسألة؛ إذ أن نقل التمثيلية، يتطلب موافقة الرباط، التي تمر علاقتها مع مدريد؛ منذ شهور؛ بتوتر غير مسبوق، بسبب موقف الأخيرة من قضية الصحراء المغربية، واستقباله زعيم جبهة ”البوليساريو” الإنفصالية قيد العلاج، شهر ماي من السنة الماضية.
للوقوف عند خلفيات القرار وأيضا تداعياته على العلاقات المغربية الإسبانية، حاورت ”24 ساعة”، أحمد بنعلال بنعلال مندوب حكومة كاتالونيا بتونس:
ما خلفيات قرار نقل المندوبية من تونس الى المغرب؟
تم اتخاد القرار بعد دراسة استشرافية معمقة بدأت مع تشكيل الحكومة بعد انتخابات 14 فبراير 2021. حيث عملت الحكومة الحالية على إعادة هيكلة وتوزيع المندوبيات حول العالم على حسب مستوى المصالح التي تجمعنا مع المناطق او الدول التي نتواجد فيها. بحيث حتى أكتوبر 2021 كانت لدينا 15 مندوبية بحيث تم ادماج مندوبية دول البلطيق مع أوروبا الشرقية والاسكندنافية. وبحلول 2022 تم تغيير أسماء مجموعة من المندوبيات لمراعات الحساسيات الوطنية للدول التابعة للاختصاص الترابي للمندوبيات. مثلا مندوبية المكسيك تحولت الى مندوبية أمريكا اللاثينية او الارجنتينن الى مندوبية القطر الجنوبي الخ.. هذا إضافة الى احداث مندوبيات جديدة تراعي التوزيع الترابي إضافة الى الأهمية الاستراتيجية. من هذا المنطلق تم اتخاد قرار تغيير اسم مندوبية تونس الى مندوبية شمال افريقيا و تحول المقر الى الرباط لعدة اعتبارات.
• علاقتنا التاريخية ، الاجتماعية و الاقتصادية مع المغرب هي اكبر وأقوى على اعتبار تواجد جالية مغربية مهمة بكاطلونيا تفوق 270،000 مواطن مغربي إضافة الى الكاطلانيين بالمغرب والذين يفوقون 10.000 مواطن. في المغرب لدينا اكثر من 800 شركة تشتغل في مختلف المجالات كما ان وكالة التعاون الكاطلاني من خلال فرعها بالمغرب تساهم بشكل جد إيجابي في الرفع من مستوى التنمية بالمغرب من خلال تمويل عدة برامج تنموية تشكل قيمة مضافة للعمل التنموي المغربي.
• تداخل المصالح الاستراتيجية بين المغرب وكاطلونيا بحيث يمكننا تمتين علاقاتنا الثنائية خاصة في المجال المحلي واستثمار الدور الريادي التي تقوم به كاطلونيا في المتوسط خاصة عن طريق المنظمات و التكثلات الإقليمية بالمقابل يمكننا استثمار التواجد المغربي في افريقيا للدخول في شراكات وفقا لمخطط افريقيا الخاص بكاطلونيا.
بهذا نرى ان القرار لم يتخذ بشكل اعتباطي، ولكنه نتيجة نقاش معمق يتقاطع مع مخططات حكومية مدروسة ومصادق عليها.
1. مخطط كاطلونيا المتوسط 2030
2. مخطط افريقيا 2020-2023
3. مخطط كاطلونيا المغرب النسخة الثانية طور الإنجاز. النسخة الأولى 2014-2017 .
هل تم التواصل مع المصالح الدبلوماسية للمغرب بشأن هذا القرار، وهل تلقيتم جوابا بشأنه؟
لم نقم بعد بأي اتصال مع السلطات المغربية، لأننا لم ننته بعد من الإجراءات القانونية التي يتطلبها هذا التغيير.
هل تم اتخاذ هذا القرار على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا؟
كما هو واضح من اجاباتي السابقة، يبقى واضحا اننا لا نشتغل على ردود الافعال وعملنا الخارجي لا نبنيه على العلاقات الخارجية للحكومة المركزية. بل نبنيه على أساس مخططات استراتيجية تعمل على التعريف بكاطلونيا والدفاع عن مصالحنا حيث ما وجدت.
والحقيقة ان العلاقة المغربية الاسبانية تاريخيا هي علاقة صراع يحكمها المد والجزر. وبالنسبة لنا ككاطلانيين نشتغل بأريحية أكثر عندما تكون العلاقة هادئة بين اسبانيا و المغرب و بهذا اختم وأؤكد ان القرار لا علاقة له بالأزمة الدبلوماسية بين المغرب والتي نتمنى ان تنفرج في القريب العاجل لان الذي يجمعنا مع المغرب هو اكبر بكثير مما يفرقنا.