سكينة قيش – متابعة
كشف منصف السليمي رئيس المؤسسة الألمانية المغاربية للثقافة والإعلام أن “الأزمة بين المغرب وإسبانيا لم تكن مفاجئة بشكل عام لكن هناك ملامح مختلفة لها وذلك يترجم في أداء الفاعلين في العلاقات الثنائية بين البلدين ذلك أنه سواء المغرب أو إسبانيا وقعا في تحولات أبرزها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ”.
وخلال مداخلة له في ندوة افتراضية نظمتها جريدة “24 ساعة” الالكترونية، في موضوع تداعيات الأزمة بين المغرب وإسبانيا شدد السليمي على أن “إسبانيا باستقبالها لإبراهيم غالي كانت تقوم بعمل هي نفسها غير واثقة منه وهذا يظهر في التحرك بشكل سري مما جعل الحكومة الاسبانية تنزلق في خطأ لا يدل على مهنية سياسية عالية”.
وأكد السليمي أن إسبانيا كانت طيلة مراحل هذه الأزمة “في مسلسل رد فعل في حين أن المغرب اتخذ إجراءات حكيمة حافظت على صورته أمام الاتحاد الأوروبي الأمر الذي أصبح يحتم على إسبانيا مراجعة زاوية نظرها لمعطيات ملف الصحراء”
من جهة أخرى أوضح كون “إسبانيا بملف غالي حركت مياه راكدة تشمل دول أوروبا ككل التي ساهمت بشكل أو بآخر في استعمار المغرب وهي تتلقى الآن ضربات، وهذا الفعل الذي يحتم على أوروبا في المعنى الشامل إعادة النظر والاعتذار لإفريقيا ككل”، وشدد على أنه “من الخطأ ربط المسألة باستقبال غالي بل يجب وصلها بتغيير المنظور لإفريقيا والعالم العربي ككل والمستجدات التي أصبحت تحكم المحيط الإقليمي ”
وفي سياق الأزمة أبرز ذات المتحدث أن “المغرب يلعب في خط الهجوم في حين إسبانيا لحد الآن تلعب دورا سلبيا في حوار المغرب والاتحاد الأوروبي” وتابع بالقول “المغرب حاليا يقوم بعملية إعادة صياغة مواقف إستراتيجية وليس مجرد حل لأزمات عابرة وبناء عليه إسبانيا ستحتاج للتفكير الجدي في حلول للأزمة على المستوى البعيد”
كما لفت في معرض مداخلته إلى أن “هناك جيل جديد من القادة الدبلوماسيين المغاربة وهي ورقة يجب الاهتمام بها أكثر والاستفادة من خبرات مغاربة أوروبا للعب دور استراتيجي في ملف الصحراء”
وفي الأخير خلص باستنتاج فحواه “المغرب يأخذ أدوار جديدة مع شركاء جدد وهو المعطى الذي يقلق اسبانيا ويثير انزعاجها وبالتالي إسبانيا بحاجة إلى حوار مع المغرب في حين أن هذا الأخير نقل الحوار إلى مستوى أخر مع الاتحاد الأوروبي وبالتالي فالمرحلة المقبلة تتطلب التطور المواكب لمحاولات التحرك الاستراتيجي للمغرب” .