الرباط-متابعة
تحت عنوان “أياد صغيرة.. أعباء كبيرة” كشفت أوكسفام المغرب عن ورقة سياسية جديدة حول ظاهرة “التشغيل المنزلي للفتيات” تهدف إلى إنعاش النقاش اللازم حول العمل المبكر للفتيات داخل المنازل.
في هذا السياق دعت المنظمة إلى بدء إصلاح “عاجل” للقانون رقم 19.12 المتعلق بتحديد شروط الشغل والتشغيل المتعلقة بالعاملات والعمال المنزليين واقتراح التعديلات اللازمة.7493000
وأشارت أوكسفام” أن القانون رقم 19-12 “لم يصحح المظالم ولم يوفر الوسائل المناسبة للتدخل” في حق الفتيات الصغيرات العاملات بالمنازل، موضحة أن ما تتعرضن له يعتبر “ظلما كبيرا يتجاهله القانون والسياسات والممارسات الاجتماعية.
وذكرت أوكسفام، في ورقتها أنه في المغرب “يستمر الفقر والأعراف الاجتماعية في إدامة أوجه اللامساواة التي تتعرض لها النساء والفتيات في المقام الأول، وفي توسيع الفجوة بين الأغنياء والأكثر فقرا.
وتشير الأرقام إلى أن 10% فقط من السكان لديهم أكثر من 63٪ من إجمالي الثروة، بينما 50% لديهم أقل من 5٪. حيث الأطفال هم من أوائل ضحايا هذا الفقر والضعف، هكذا فإن 35,4% من السكان الفقراء و 28% من السكان الضعفاء هم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 14 سنة”، وفق بيانات المنظمة.
وبناء على بيانات البحث الوطني حول التشغيل للمندوبية السامية للتخطيط كشفت أوكسفام أنه، في عام 2021: 148000 طفل نشطون اقتصاديا من بين 7493000 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و 17 عاما، ما يمثل 2٪ من هذه الفئة السكانية. انخفض هذا الرقم بنسبة 26٪ مقارنة بعام 2019، حيث قدر بنحو 600000 طفل في عام 2014. ما يقرب 6 من كل 10 أطفال (59.4%) في العمل يقومون بعمل خطير (88000 طفل)، وهو ما يمثل 1.2٪ من الأطفال في هذه الفئة العمرية.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه بالإضافة إلى الفقر، هناك العديد من “الدوافع” أو المحفزات الأخرى، مثل التمييز بين الجنسين، والاقصاء الاجتماعي، ونقص الفرص التعليمية، والعنف المنزلي، والهروب من الزواج القسري، والهجرة القروية أو الحضرية، والتشريد أو فقدان أفراد الأسرة المقربين. وتتفاقم هذه العوامل “بسبب الدوافع الثقافية للوالدين لإرسال بناتهم إلى أماكن «آمنة» وملائمة قبل حياتهم كنساء متزوجات”.
وترى منظمة أوكسام المغرب أن الحد من التشغيل القسري في المنازل للفتيات في المغرب والتطبيق الفعال للقانون 19-12 يتطلب “تضافر الجهود على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي”. وفي هذا السياق، تقترح المنظمة غير الحكومية في توصياتها تعزيز وعي المغاربة بالعمل المنزلي القسري للفتيات الصغيرات والعواقب الضارة لهذه الممارسة على تنميتهن ورفاههن.
كما دعت منظمة أوكسفام الدولية إلى الاستثمار في التعليم لمنع العمل المنزلي القسري وفي التنمية الاقتصادية للمناطق الفقيرة في المغرب. وتقترح ورقة السياسة أيضًا إشراك المجتمعات المحلية وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة من أجل استجابة فعالة لمكافحة العمل المنزلي القسري للفتيات الصغيرات. كما تطالب المنظمة غير الحكومية ببرامج إقليمية متعددة، ذات أهداف متوافقة مع متطلبات الوضع في مختلف مناطق البلاد