24ساعة-عبد الرحيم زياد
كشف تحليل حديث أجرته الأقمار الصناعية ضمن برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي. عن ظاهرة بيئية لافتة في شمال غرب المغرب، تتمثل في النمو الهائل للغطاء النباتي بعد أسابيع من هطول أمطار غزيرة.
هذا التحول الملحوظ، الذي رصدته صور القمر الصناعي “Sentinel-2″، يعكس قدرة الطبيعة على التعافي بسرعة. عندما تتوفر الظروف الملائمة، ويسلط الضوء على أهمية التكنولوجيا في مراقبة التغيرات المناخية والبيئية.
ووفقاً لللمصدر فإن مناطق مثل الدار البيضاء وبرشيد وسطات، التي كانت تعاني من جفاف المناظر الطبيعية حتى منتصف فبراير، تحولت الآن إلى مساحات خضراء شاسعة. الصور المقارنة التي التقطت يومي 14 فبراير و16 مارس 2025 تظهر بوضوح عودة الحياة إلى هذه المناطق بعد تساقطات مطرية استثنائية.
وحسب بيانات مديرية الأرصاد المغربية التي استند إليها البرنامج. بلغت كمية الأمطار 113.9 ملم بين 1 شتنبر 2024 و19 مارس 2025، بزيادة قدرها 88% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. رغم أنها تظل دون المتوسط الطبيعي بنسبة 18%.
#Climate change has turned #Morocco into a scorched land. Little will grow here anymore without irrigation, and even then, the water table is disappearing. #Spain, #Italy, and #Greece are all being hugely affected by drought, but Morocco is on the front line of desertification. pic.twitter.com/8Fh4nlRyAQ
— Peter Dynes (@PGDynes) February 20, 2024
هذا الانتعاش النباتي لم يأتِ عبثاً، فهو يحمل فوائد بيئية متعددة. يعمل الغطاء النباتي على تثبيت التربة، تقليل التآكل، تحسين احتفاظ التربة بالرطوبة، وتعزيز التنوع البيولوجي. كما يسهم في تجديد المراعي. مما يدعم الثروة الحيوانية التي تعتمد على الأعلاف الطبيعية، خاصة في المناطق الفلاحية التي عانت من الجفاف لسنوات. وفي سياق أوسع، يمكن أن يخفف هذا الحدث مؤقتاً من تداعيات التغير المناخي. وإن كان لا يعالج الإجهاد المائي البنيوي الذي يواجه المغرب.
برنامج “كوبرنيكوس“، بفضل دقة بياناته، يبرز كأداة حيوية في رصد هذه التغيرات. يتيح الكشف السريع عن تحولات الغطاء الأرضي، تقييم تأثيرات الطقس، وتوجيه السياسات في مجالات الزراعة، إدارة المياه، وحماية البيئة. لكن، كما نبهت “إلديباتي”، يحذر الخبراء من أن هذه الأمطار، رغم فائدتها، تأتي ضمن نمط مناخي متقلب. فالراحة الحالية لا تغني عن ضرورة التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في بنيات تحتية للمياه لمواجهة تحديات المستقبل.
في الختام، يعكس هذا النمو النباتي تفاؤلاً حذراً، لكنه يذكرنا بأن التكيف مع التغير المناخي يتطلب رؤية طويلة الأمد. الأمطار الغزيرة أعادت الحياة إلى شمال غرب المغرب، لكن استدامة هذا الانتعاش تعتمد على جهود مستمرة لإدارة الموارد الطبيعية بحكمة