“عذاب ..نتعذب بزاف،اللي ما عندو رجل في سوريا يتعذب بزاف من جميع النواحي ، لا يوجد لي سند ، لوحدي أنا و أطفالي تنقلت من منطقة سنجار إلى الخيارة بسبب المشاكل و الأوضاع الأمنية ثم إلى مدينة أخرى و انتهى بنا الحال هنا في خيمة لجوء.. بهذه الكلمات المؤثرة أطلقت فاطمة فدواش سيدة مغربية، صرختها من الحدود السورية التركية تبكي “دما” جراء الجحيم الذي تتخبط فيه إثر الأوصاع بسوريا وظروف اللجوء واعتقال الزوج.
فاطمة المغربية تصرخ وتصارع الموت والعوز والحاجة رفقة صغارها، قالت إن الأحوال مأساوية بخيمة اللجوء، وصعبة جداً،الوحل و الطين،من لا يملك حذاء لا يستطيع التنقل،ولا حتى الخروج لقضاء الحاجة.
تقول فاطمة المغربية وصبيتها بجانبها وسط خيمة اللجوء ، مطلقة صرختها عبر “أورينت نيوز”، (تقول) تزوجت قبل عشر سنوات من رجل سوري،أقاما في سوريا – محافظة حماه – اعتقل نظام الأسد زوجها،وبقيت وحيدة تصارع الحياة و تكافح الظروف القاسية في زمن الحرب، نزحت داخل سوريا متنقلة على خطوط الجغرافيا و تضاريسها،ليستقر بها الحال في خيمة لجوء على الحدود السورية التركية.
وتضيف فاطمة بصوت مبحوح غلبه البكاء والحسرة، ولدت في المغرب في إقليم سطات بمنطقة سيدي حجاج،وتعرفت على زوجي (رجل سوري) في المغرب حيث كان آنذاك يعمل هناك،بقينا في المغرب لمدة عامين ثم انتقلنا للعيش في سوريا،وتنقلنا لفترة بين البلدين لكن الأوضاع ساءت قليلا، ثم بدأت الثورة السورية و بدأنا رحلة نزوحنا من مكان لآخر في الداخل السوري، ثم اعتقل نظام الأسد زوجي و بقيت أتنقل مع أطفالي إلى أن استقر بنا الحال هنا،أملك جواز سفر وهوية مغربية و أوراقي نظامية،يحتاج جواز سفري للتجديد فقط،حاولت كثيراً الخروج من سوريا حتى لو بهجرة غير شرعية لكنني لم أستطع المخاطرة بأطفالي فهم صغاراً،لو كان زوجي معي لاستطعت لكنني وحيدة ولا أريد أن أخاطر،وليس لدي أي معيل.
فاطمة تتوجه إلى الملك وكل المغاربة: “أريد مساعدة أخوتي المغاربة و أوجه ندائي للملك محمد السادس كي يساعدني في الخروج من هذا الحال،لأنني فعلاً تعبت كثيراً،مسؤوليتي مضاعفة فأنا أقوم بدور الرجل و المرأة بآن واحد،ولا يوجد سند لي في هذه الدنيا ، أناشد الملك لينظر بحالي و حال أطفالي،وأتمنى من جميع أقربائي و كل من يراني من الشعب المغربي أن يساعدني في الخروج من سوريا إلى المغرب،لم أعد أحتمل مصاعب اللجوء هنا،ليس أنا فقط بل ليساعدوا كل لاجئة تطلب العون،و أقول لأهلي و الشعب المغربي لا تهملوا صوتي و لتبادروا بمساعدتي و مساعدة كل مغربية و كل لاجئة للخروج من هنا.